قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ١٦

الحياة وقصص أبطالنا مختلفة ولكنها مشتركة وملتقية في بعض الأوقات والظروف دعونا نتمعن في حكاية ماجد وأسراره أيها السادة الأفاضل.

قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة
ماجد


قصة قل لي كيف أنجو منك _ ماجد

أنا ماجد أو بمعنى آخر الأخصائي النفساني الذي كرس حياته لمعرفة أسرار النفس البشرية حتى انتهى به المطاف في طريق غير واضحة لا هو عرف الآخرين ولا حتى نفسه. 

سأحدثكم عن قصتي بمنحنى أعمق لنبدأ أيها السادة الأفاضل لطالما استهوتني كتب علم النفس وخاصة كتب فرويد وكذلك روايات دوستويفسكي إلى أن قررت أن أقرأ هذا المجال بعمق شديد واستكملت دراستي الجامعية فيه وكان السبب الذي دفعني لهذا هو عائلتي .

لقد عانيت الويلات منهم فقد أرهقوا روحي بلا رحمة حتى غدت بائسة وأقرب للجمود لكن مكنوناتي الداخلية كانت أقوى من هذا الإعصار المدمر فأنا شخص روحاني وعميق ويعجبني التحليل والنبش والبحث والاستنتاج وهذا

 يعذبني صدق دوستويفسكي حين قال:" الإدراك لعنة"، شعور أن تكون بكل وعيك والشعور بما يجول حولك أن تكون مستيقظا لا مغيبا أحيانا إنه لشعور مرهق وقاتل في نفس الوقت، إنني حقا أحسد الأغبياء فهم يعيشون في سعادة عارمة. 

إنني أتذكر عندما سمعت أبي يتحدث مع عمتي عن مرض أمي سمعته لأول وهلة حفظته عن ظهر قلب اضطراب الشخصية الحدية، ذهبت مسرعاً إلى الحاسوب وكتبته كما هو وقرأت عنه الكثير وعرفت لما أمي تجتاحها النوبات المفاجئة على أبي وتمسكها به وقولها قولتها الشهيرة أرجوك إياك وأن تهجرني سوف أموت لا تتركني وكيف

 تنفصل عن الواقع لأسابيع كثيرة ولا تحدثني كنت أظن في أحيان كثيرة أنها لا تحبني وتمقتني لكن عندما علمت بما يجري معها علمت لمَ أبي يبقى سارحا على كنبته لساعات ولماذا يتغيب عن عمله وينتهي به المطاف مطرودا، لقد أحب أمي بكل قوته لم يتركها يوما وحدها كان يحضنها

 ويطمئنها ويبقى معها حتى تهدأ حتى أنه نسي أن له ابن، وهو أنا، الوحيدة التي كانت تهتم بي هي عمتي وحدها التي كانت تراني. 

عدت لأستكمل حديث والدي وعمتي وعلمت أن أمي ورثت هذا المرض من جدتي وأن جدي تركها لم يستحملها فقرر هجرها لم تستطع تقبل الأمر وانتحرت أمام أبنائها فقد رمت نفسها من الشرفة ولحظتها أدركت كم هو مهم الإحتواء ربما أمي وأبي فشلوا في احتوائي لكنهم علموني معنى

 التضحية والوفاء ،لأصدقكم القول ليلتها بكيت بكاءا على أمي حتى أرهقت روحي ورغم صغر سني نضجت في تلك الليلة لا أعلم كيف لكن هذه هي الحقيقة، فقطعت وعدا مع نفسي بألا أترك أمي ولا أشعرها بأنني سأتركها يوما ومن

 لحظتها وأمي بجانبي ورأتني كما رأتني عمتي وكذلك أبي علم بأنني علمت وكان سرنا أنا وأبي ولم أشعر أمي يوما أنني أعلم بمرضها ، ولكن بعد مرور ١٠ سنوات مات أبي وفي جنازته كانت صدمتي بأبي قاسية كان قدوتي في الالتزام والوفاء والصدق حتى إكتشفنا أنا وأمي بأنه تزوج عليها ولدي أخت وأخ وكيف لم نشعر به ونحن لم نشعر

 بغيابه حتى غضبت غضبا شديدا على أبي حتى أنني توقفت عن البكاء عليه كرهته ومزقت صوره وذكرياته معي لقد كان شخصا متلاعبا وكاذبا ومخادعا لم يكن حقيقيا

 وكرهت نفسي لأنني شعرت لحظتها أنه لم يحب أمي بل شفق عليها وهذا خلق حاجزا كبيرا بيني وبينه، أمي ارتبكت وأصابتها صدمة وانعزلت عن العالم بشكل نهائي حتى عني وهذا يقتلني يوما بعد يوم، في البداية قلت لكم لم أفهم الآخرين ولا حتى نفسي لا زلت لليوم أطرح السؤال

 نفسه، على نفسي كيف لشخص أن يتلاعب بإنسان بكل هذه البراعة لمَ هو جبان لهذه الدرجة أعلم سوف تقولون أنه من حقه وأنه يستحق امرأة تسعده لكن لماذا تلاعب بمشاعر أمي وبمشاعري؟

قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
نوال

قصة قل لي كيف أنجو منك - الكذبة 

لمَ عشنا بكذبة كبيرة ألم نكن كافيين ما الذي ينقصنا نحن لمَ هذا الظلم؟ ماالذي أعطته له الأسرة الثانية ونحن لم نعطه له؟ لو كان حدثنا عما يريد أكان سيكون مصيرنا هكذا لكن وبعد عدة أشهر من وفاته اكتشفت أنني وأمي من كنا الأسرة الثانية وأنه تزوج بها بدافع الشفقة ولم يحبها يوما وعندما علمت أمي بذلك حاولت الانتحار والتخلي عني

 لكنني أنقذتها، لمَ الإنسان جاحد وأناني؟ لمَ لا يشعر بالآخرين ما الذي ينقصه فهو كذلك له قلب أبي هو سبب موتي وانهياري وعذابي جعلني أعيش بين شعورين شعور الخزي والعار ،هل سأسامحه لا أعلم. 

تركني محصور بين فكرة الحقيقة والسراب العبثية التي عشتها جعلتني أكره التحليل النفسي ولم أكمل دراستي بها رغم أنني كنت جيدا والكل يناديني بالأخصائي النفسي لكن الدكتورة ندى عادت وأعادتني للدراسة حتى تخرجت لكنني 

لم أعمل بها فقد خفت أن أسمع قصص الأخرين ولا أقوى على مواجهتها صدمتي بأبي جعلتني أكتشف هشاشتي النفسية فتخليت عن أبي وحلمي دفعة واحدة فقط تمسكت بوالدتي رغم أنها تخلت عني فهي بحاجتي أكثر وإخوتي لم يتقبلوني وهذا حقهم وأنا أيضا لم أستطع

 تقبلهم ففضلت العيش في الهامش إلى يومنا هذا، في وكري الآمن مع كتبي وأشيائي المفضلة وقطتي الشقراء لوسي فهي صديقتي المخلصة أما عمتي العزيزة ماتت قبل والدي بسنتين ففراقها كان قاسيا جدا لكن سؤالي لها: 

هل كنت تعلمين بما اقترفه والدي وللأسف لم تصلني الإجابة كنت أنام على أمل أن تجيبني في الحلم لكن لم تنجح الخطة. 

أظنها لم تكن تعلم لأنها كانت تقول لي والدك يحب أمك أكثر من نفسه هل كذب حتى على أخته؟

 هذه الأسئلة ستصيبني بالجنون يوما. 

لا أعلم أين سأجد الأجوبة هل لي بسؤال أيها السادة الأفاضل كيف يمكن للمرء أن يهرب من نفسه؟ 

أجيبوني بالله عليكم..

قصة قل لي كيف أنجو منك _ نوال 

نوال : مرحبا أنا لست أنا كيف حالك وما أخبارك وكيف حال الرجل البائس. 

أنا لست أنا : مرحبا عزيزتي نوال، أنا بخير والحمد لله والرجل البائس عاد الى المنزل لم يعد بالمصح العقلي سيكمل علاجه في جلسات مع طبيبه...

 أما عن أخباري فأنا أشاهد بودكاست ل د. ياسر الحزيمي إنه حقا رائع هذا الرجل أنصحك بمشاهدته. 

شاهد فيديو بعض الجراح لم تؤلمنا 

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك ١٧ 

نوال : الحمد لله على سلامة الرجل البائس خبر يفرح القلب والحمد لله أنك بخير في الحقيقة لقد شاهدت الحلقة إن قناة ثمانية مشروع جميل وحلقاتها رائعة وخاصة بودكاست فنجان مع د. ياسر الحزيمي وأعجبني كيف

 أوضح لنا نوعية العلاقات وكيفية التعامل معها وكيف ترتب الأشخاص وتعيد ترتيبهم إنني أنصحك بمتابعة حلقة للكاتب المصري عماد رشاد عثمان عنوانها كيف تتأثر بإساءة والديك وتتعافى منها وهو طبيب نفساني وصاحب الكتاب الأكثر شهرة بين القراء "أبي الذي أكره" سوف تنبهر بحقائق مهولة عن علاقة الأبوين بشخصياتنا وعقدنا ونتاج تربيتنا غير السوية. 

أنا لست أنا : واووووو وأخيرا وجدت من يشاطرني نفس الإهتمامات أنا أيضا أهوى الكتب وسماع بودكاست ولدي فضول في معرفة المزيد. 

نوال : عظيم كنت أظن أنني لن أجد من يهتم بما أهتم به يبدو أننا سنصبح أصدقاء هذا جيد. 

أنا لست أنا : سعدت حقا بهذا حسنا هذا سوف يكون سرنا الصغير. 

نوال : بكل تأكيد حسنا ستبدأ الحصة الآن سأتركك يومك سعيد إن تواصلت مع الرجل البائس أوصل له سلامي. 

أنا لست أنا : حسنا رافقتك السلامة سيصل بإذن الله. 

يتبع...


بقلم الأنامل المغربية:

" نجوى المهندس "

رأيك يهمنا

أحدث أقدم