![]() |
روان وجواد |
قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد
تمر الحياة بحلوها ومرها، يوم لك ويوم عليك، لا بد من تلك التفاصيل الصغيرة أن تتطفل فجأة؛ لتؤثر على مزاجك إما تفرحك أو تحزنك، ولو أن هناك تشابه بين البدايات والنهايات لما سعى أحد لفعل أي شيء ولا حرك ساكناً، أكثر ما كنت أطلبه هو حياة هادئة دافئة وتسلم روحي من كل الترهات لأحيا حياة تشبه قلبي الطاهر الذي يتمنى الخير للجميع.
ما خطب أولئك الفتيات، كلما التقيت بإحداهن يذكرنني بفؤاد ويسألونني عنه، يا لوقاحتهن حتى أنهن لم يحترمن وقوف جواد بجانبي، ولا يكترثن لمشاعرنا مع أنهم يعلمون تفاصيل القصة كلها وبترك فؤاد لي وحيدة، هل ينبغي على المرء أن يصمد حتى ينهار و هو غير قادر أن يتفوه بما تحدثه به نفسه ليضع للآخرين فواصل و حدود !
![]() |
تعيين الحفل |
قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - تعيين حفل الزفاف
نظر إلي جواد والاستياء يبدو على ملامحه:" روان ، لقد سبق وحددت موعد زفاننا، سنقيم حفلا كبيرا وندعو الجميع أصدقائي وأصدقائك "
_" ما رأيك أن يكون حفلا بسيطا يقتصر على عدد محدود فقط؟ لا أريد أن أسمع من إحداهن كلام يزعجني بعد اليوم ..."
_ " وما خطبهن، لا تزعجي نفسك، ما تحدثن إلا من غيرتهن"
_" أتعلم ماذا فعلن بقلبي؟"
_" انسي أمرهن، أنا بجانبك دائما، صديقيني هن غيورات فقط، كن يحلمن بالسفر الى أمريكا ولم يحالفهن الحظ وأخذن يدسن سمهن هنا، ما هن إلا مثيرات للشفقة "
_" أشكر دعمك المتواصل لي ولكنك لن تفهم ما أشعر به الآن.
_" أنا أكثر من يفهمك، أنتِ التي تبكين من كلمة، حتى النظرات تؤذيك، أعلم طباعك."
_ " في كل مرة تفاجئني، سعيدة بك أتمنى أن تحظى كل فتاة برجل حنون مثلك. "
لم أكمل كلامي، حملني وأخذ يدور بي، شعرت بالخجل، الجميع هنا ينظر إلينا
_" توقف يا جواد "
_" الا بعد أن توافقي على موعد الزفاف الذي حددته "
_" حسنا مواااااافقة "
![]() |
العروس المتألقة |
قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - الزفاف
مرت الأيام الستة بسرعة، برفقة جواد لم أكن أشعر بمرور الوقت، نقلت جميع أغراضي إلى منزله، وكنت قد سلمت البيت لصاحبه أبو سامي ودفعت له كل المستحقات وشكرته على كل ما قدمه لي، فكثيرا ما كان يزورني ويجلب معه بعض الطعام الذي تحضره زوجته بحب لي، وتركت لهم بعض الهدايا لعلهم يذكرونني عندما يرونها.
واليوم هو موعد الزفاف، كنت قد سجلت موعدا عند خبيرة التجميل، مع أن جواد أصر علي أن أبقى على طبيعتي كما يحبني ولكنه يوم مميز ولا بد أن أضع بعض المساحيق وأسدل شعري أو تصنع الخبيرة منه تحفة فنية مميزة.
أوصلني جواد في الوقت المناسب وذهب ليجهز نفسه، كان برفقة بعض الرفاق الذين أصروا على مرافقته عند الحلاق ليشاركوه أجمل لحظات حياته التي يعيشها.
بدأت خبيرة التجميل بغسل شعري ووجهي ببعض المنظفات التي تفوح منها الروائح العطرة، وأخذت تمرر تلك الريش البرتقالية على ملامح وجهي، ونشفت شعري وأسدلته لي كما طلبت منها، ثم وضعت التاج على رأسي وثبتته ببعض المشابك.
مرت ساعتين ثم انهينا أخيرا، نظرت في المرآة رأيت واحدة أخرى لا تشبهني إلا من الداخل، ولكنني كنت جميلة جدا أبدو كالأميرات تماما والفستان الأبيض زاد جمالي وحسني.
ها هو جواد قد وصل، في سيارة بيضاء كان قد زينها بأجمل الورود، ارتعشت يداي وقلبي معا، نعم لقد اعتدت عليه ولكن هذا اليوم يربك كثيرا ويجعلني أتوتر بطريقة لم تحصل لي قبل اليوم، اقترب جواد :"ما كل هذا الجمال؟
هل أنتِ من عالمنا هذا أم من كوكب آخر !!"
بين الخجل والتوتر شعرت بأنني يجب أن أحبس أنفاسي لوهلة ثم أخرج نفسا عميقا :"إهدأي يا فتاة، ما كل هذه الجلبة في داخلك، هيا، تصرفي على طبيعتك ولا داعي للخجل، تغلبي على مخاوفك فلا مبرر لها الآن، سيمر كل هذا سريعا ".
ثم علا صوت جواد " هيا روان، لقد تأخرنا "
_" حسنا "
كان الجميع بانتظارنا، أمسك جواد يدي بهدوء وشدني إليه،
وأخذ يسحبني إلى الداخل، ربما أنا الآن لا أعرف ما علي فعله، ولكني تركت له حق التصرف، أنا هنا بين الحضور ولكن عقلي ليس هنا، هو فقط يريد الهروب من بين هذا الحشد، لم أعتد على هكذا تجمعات ولكن اليوم هذا كان له رأي آخر.
أخذنا نتقبل التهاني والتبريكات، بعضهم من يقولوها من قلبه والبعض الآخر بالرغم منه، ولكن هذا ليس مهما الآن سأعمل بنصيحة جواد ولا أكترث لأحد.
الجميع هنا يرقص، ويصفق، وأنا لا أعلم كيف أرقص هل أهز كتفي أم خصري، فإذا بجواد يشدني تارة الى اليمين وتارة إلى اليسار، ثم بدأت الموسيقى الرومانسية الخاصة بالعروسين، فأخذت بعض الصديقات بعمل دائرة كبيرة لنرقص داخلها وأنا لا أجيد شيئا، ليتني تدربت عليها قبل، كل ما فعلته هو أنني أطلت التحديق بجواد وهو كان يراقصني كما ينبغي، وأضواء الكاميرات هنا وهنا شتت انتباهي.
شاهد فيديو حتى وان تعددت نقاط اختلافنا ستجمعنا تلك
قصة بيننا حكاية لم تنتهي - انتهاء الحفل
قطعنا قالب الحلوى ووزع على الحضور، وأخيرا قد جاء الوقت الذي سأستريح به، انتهى الحفل على خير، وعدنا إلى المنزل، كان أول ما علي فعله هو مسح هذه المساحيق فبدأت أشعر بثقلها على وجههي، وبدلت الفستان.
لاحظت غياب جواد بحثت عنه فإذا به قد طلب بعض الأطعمة الجاهزة وحضر المائدة من فوره، تفاجئت بسرعته :" كيف دبرت كل هذا ؟ "
_" أعلم بأنك ما زلتي على طعام البارحة وأنتِ الآن تتضورين جوعا، هيا تعالي واجلسي هنا بجانبي"
_" وما أدراك أنت !! "
_" أتظني بأنني سأسهو بين الحضور ولن أسمع معدتك وهي تصدر تلك الأصوات "
لم أتمالك نفسي من الضحك، جلست بقربه وأخذ يطعمني بيديه، يا لحنوك يا جواد، قد رتبت على قلبي مرارا ، اهتمامك جعلني أنسى قصة مريرة كانت وشيكة على أن تنهي حياتي، كلمات الشكر لا تكفيك حقك أنت حقاً رجل استثنائي.
يتبع ...
بقلم الأنامل اللبنانية:
" ندى خلف "
قصة جميلة جدا
ردحذفجواد حلم كل بنت 😍
ردحذف