قصة قاضي القضاة يأمر بقتل النساء قصص قصيرة - أنامل عربية

يتحرى القاضي الدقة والحذر عندما يسمع الشكوى حتى لا يصدر حكما وفقا لهواه، هيا لنعرف حكم المتوكل ابن عمران للرجل الذي أراد أن يقتل زوجته.

قصة قاضي القضاة يأمر بقتل النساء

قاضي القضاة
القاضي

لم يكن هذا الصباح متزنا كعادته بل خرج المتوكل ابن عمران وركب بغلته وانطلق إلى مجلس القضاء غاضبا حتى  نسى أن يضع فوق رأسه عمامته.

قابَله الحاجب شمردل وتلميذه منصور وألقيا عليه تحية الصباح فرد في فتور، تعجب الحاجب فليس هذا ما اعتاده من القاضي وبعد لحظات سمعه ينادي فترك ما في يديه من مظالم وأوراق وهم يركض ناحية القاضي في الرواق.

قصة قاضي القضاة - مشغول البال

قصة قاضي القضاة في المجلس
المجلس

طلب منه القاضي أن يتريث قليلا ولا يدخل عليه المتنازعين وأن يفحص بدقة قضايا المتخاصمين، فاليوم يخشى أن يجانبه الصواب وينطق بأحكام تقوده إلى تأنيب الضمير أو الملامة والعتاب.

فهم الحاجب شمردل أن القاضي يواجه مشكلة عويصة لهذا خرج وصرف من بالباب إلا رجل غريب تسمر في المكان وأقسم ألا يغادر  قبل أن يقابل قاضي الزمان المتوكل بن عمران.

حاول شمردل أن يلهيه وعن مقابلة القاضي يثنيه و عن باب حجرة القاضي المتوكل يقصيه، فارتفع صَوتهما لدرجة أن خرج القاضي ليستفسر عن شأنهما.

صنوان يصر على مقابلة قاضي القضاة  

هنا أمسك بتلابيب ثوبه الرجل الغريب وقال بلغة عربية فصيحة جئتك يا مولاي من بلاد بعيدة عندما علمت بحِنكتك وخبرتك الأكيدة فلا تردني إلى دياري خائبا رفع الرب من شأنك وجعلك للناس ذخرا وعن الجرائم حاجبا.

لم يجد القاضي مفرا سوى أن يدخله ويسمع منه شكواه فالرجل غريب وصرفه أمر معيب لا تحمد عقباه.

جلسَ المتوكل على كرسيه فاقترب منه الرجل في خجل وقال سيدي القاضي أريد أن أطلعك على رغبتي فلقد عزمت منذ يومين على قتل زوجتي وأريد منك أن ترأف ولا تتهمني بالإجرام فأنا والرب شاهد رجل خلوق ومشهور بالكرم وأعامل كل الناس بود واحترام.

سأله القاضي: لم تريد أن تقتل زوجتك يا رجل ؟

أجابه الغريب: هناك ألف سبب وسبب وإذا سمعت حكايتي ستشعر بالعجب.

اعتدل القاضي وقال: كلي آذان صاغية.

بلع الرجل ريقه وقال: سيدي أنا صنوان ابن مرجان تاجر في بلاد الفميستان.

يمكنكم معرفة قصة:

أم عباس التي صنع لها زوجها قبرا من النحاس 

بداية قصة الحب

زوجنة صنوان
الزوجة

تعرفت على زوجتي عن طريق قريبتي كانت أقرب ما يكون لحمل وديع فوقعت في حبها وبلغ بي الهيام أنني لم أكن أرى في النساء غيرها.

استبد بي الغرام بسبب صوتها الذي كان يصدح في أذناي وكأنها كروان، لهذا قررت أن أطلبها للزواج فلم اتخيل حياتي بدونها لقد تعلقت كل جوارحي بها النظر في عينيها كان يهبني السعادة وحسبت أني امتلكت الكون وزيادة.

في أول عام من الزواج كنت في غاية الهناء أجلس بقربها طوال النهار وأتغزل في محاسنها ولا أطيق أن أغادر الدار.

إلا أن كل هذا الهناء ذهب إلى غير رجعة ومعه الصفاء وحل بدلا منهما النكد و الشقاء.

اختفت زوجتي الرقيقة الحنون وتحولت إلى شمطاء تصيبني بالجنون تعشق النكد كما يعشق السمك الماء وإن صارحتها بمساوئها انخرطت في البكاء وأصبحت حياتي بفضلها شقاء في شقاء.

سأله المتوكل ابن عمران: وكيف هذا؟

أجابه حقيقة لا أعرف السبب كل ما أدركه أنها الآن أوشكت أن تصبح حجم الفيل أما عن المكر و الدهاء فلقد فاقت ابليس نفسه في الذكاء انقلبت الخجولة الساذجة إلى حية بنت ثعبان ولدغتها كالعقرب وتقشعر من جرائمها في حقي الأبدان كسرت ذراعي مرتين وخلعت بقوة قبضتها ضرسين. صوتها بات أشبه بالغول وطلتها تصيبني بالغثيان والذهول.

قصة قاضي القضاة - صنوان يتحدث عن زوجته بعد الزفاف

تبدل حال زوجة صنوان
تحول الزوجة


لا تتوانى عن صفعي إذا تأخرت أو بادرت بسُؤالي وعن الإجابة فتَرت. ولا تريد تنظيف الدار وتَتعلل بالمرض وتختلق الأعذار وكلما نصحتها تهدد بالانتحار. 

القاضي: لم لا تتزوج غيرها؟

الرجل: وهل أنا مجنون ابتليت بمصيبة وأريد الفرار فهل من العقل أن أعيد الكَرة وأجعل حياتي كلها مرار.

فكر القاضي لدقيقتين وقال بحسب كلامك صنوان فإنك تزوجتها وكانت من الحسن والبهاء ما جعلك تقيم ليل نهار بجوارها.

أما وقد انقلب الحال فالعيب منك أيها المحتال تسلمتها وإلى دارك أخذتها كانت شجرة وردة برية فحولتها بسوء طبعك إلى شجرة زقوم ومصدر للأذية، ثم ها أتت تأتي إلى  مجلسي تشتكي وكأنك مظلوم حياتك كلها شجون وحقيقة الحال أنك رجل غير مأمون.

تعجب صنوان ولم يعجبه الكلام فبادر بالسؤال؟ وكيف هذا وأنا أذهب إلى عملي في أول النهار ولا أعود إلا متأخرا كعادة التجار؟

كيفية المحافظة على النساء

رفقا بالقوارير
النساء

أجابه قاضي القضاة: بقاء المرأة على حالها يعود في الأساس إلى رعاية واهتمام زوجها لابد من أن تعيد النظر في تصرفاتك لكي تسعد يا صنوان في حياتك.

لم تتحول زوجتك إلى فيل إلا بسبب إهمالك لها وعوضت بالأكل قلقها وخيبة أملها.

أيعقل يا رجل أن تلهث وراء المال وتترك رفيقة عمرك يلفها الإهمال. تسلط زوجتك وعنفها الدائم يعود إلى أنك بخيل في الدلال وقلب حجر صنوان كأغلب الرجال.

قصة قاضي القضاة - نصيحة قاضي القضاة وسيد الرجال 

صنوان
القاضي

عد إلى زوجتك مبكرا حاملا هدية كل حين ونادها بحبيبة القلب وقرة العين ولا تكثر في الطلبات وساعدها في شؤون الدار وإياك أن تقول هيهات فالرجل الحقيقي وسيد الرجال هو من يجعل زوجته ملكة في دارها وتسبق يداه يدها في ترتيب بيتها وكلما شعر منها بفتُور أو ضيق تفنن في

 إسعادها و اختار من الكلام ما يروقها ويليق وتجنب كثرة المَلام والخصام وسمع منها شكواها وطيب خاطرها وتبسم كلما رآها.

شاهد فيديو لا أجيد التصنع 

هم الرجل بالانصراف وخطا خطوتين ثم عاد وسأل القاضي : هل أنت واثق من كلامك يا سيدي؟

أجابه القاضي: تماما كما أراك عد إلى زوجتك فليس لها أحد سواك وتلطف في معاملتها لكي تحظى بحبها، أفهمت يا صنوان؟

أجابه: نعم يا قاضي الزمان.

دمتم بكل ود.

رأيك يهمنا

أحدث أقدم