![]() |
رحلة ألم |
خاطرة رحلة ألم خواطر وجدانية - تساؤلات
لعل زحام ذلك اليوم لم يدع لي مجال للتفكير في نفسي ولو بالشيء البسيط. تلاطمت الذكريات كأنها أمواج البحر الهادرة. تساءلت في نفسي ما الذي حل بي!
لماذا قادتني خطواتي إلى هذا المكان الذي لم يكن لي يد في اختياره. لكنه واقع لابد لي أن أعيشه، جلست على الأريكة المهترئة التي تشبة أيامي.
أُقلب دفاتر ذكرياتي التي رحلت عني بإرادتي. لكنها الآن جدفت بكل ثقلها راحلة عني.
لن أنسى ضجيج ذلك اليوم الذي دخل الي والدي صارخاً في وجهي بكلمات لم أجد تفسيراً لها في قاموس اللغات، ولم استطع فهم مغزى تلك العبارات، لكنها تحمل معاني كثيرة ومختلفة.
مضيت في حال سبيلي و تركت تلك الحروف تبتعد عني متلافية قدر الاستطاعة إصاباتها الدامية، تسألت في نفسي و أنا يجول بخاطري ما الذي يدفع والدي دوماً لإستخدام نفس أسلوب التجريح في معاملته لي، هل لأنني فتاة؟
لم يكن بإرادتي أن جئت لهذا العالم بهذا الكيان، بل هو اختيار منه تعالى، كم من مرات عديدة حاولت أن أتهرب من هذا السؤال المؤلم، لماذا؟
لم أجد إجابة شافية لكل هذا الصراع الذي أثر في نفسيتي وجعلني أتوه في ظلمات الحيرة و أتخبط في غابات الآلام، ساعية في الحصول على رد لما يدهشني.
اقرأ ايضا خاطرة بارقة أمل خواطر تأملية
تلك التصرفات جعلت من حياتي متاهات لا أجد الطريق الصحيح للعبور نحو أحلامي المظلمة التي لم ترى النور حتى اللحظة، لأنها أصبحت أحلام ضعيفة لم تجد القوة الأبوية لدعمها، ربما لم يعد من حقي حتى مجرد الحلم.
تُظلم الدنيا في أسوار سوعيات أقضيها وأنا أُجدف بقوتي كلها لأبتعد عن شلالات الكلمات الموجعة التي أصبح صداها يؤلم مسامعي و تتلهف نفسي لخلع هزاتها التي تتوغل في صدري.
تنتابني مشاعر الغبطة التي تعتلي قلبي لمن حولي من زميلات أو مقربات وهن يتحدثن عن معاملات الأب لهن، حتى عندما أتحين فرصة لمشاهدة بعض من مقاطع مسلسلات الأطفال تجدني أذرف دموعاً لا أعلم بماذا أُلقِبُها غير أني أجد متنفسي في تلك الأشياء التي أراها تشبه حالي.
![]() |
أمل ضائع |
خاطرة رحلة ألم خواطر وجدانية - أمل ضائع
في صباح كل يوم نسمع ضجيج اعتدنا عليه في إشراقة كل شمس جديدة، لم نكن لنجتمع كأُسرة إلا لنحصل على توبيخ و صراخ بشكل مستمر، و أحياناً ترانا نتلقى ضربات موجعة كصواعق تجتاح مسامعنا و تُدمي أرواحنا، تعطلت مشاعري عن التفكير و تصلبت أفكاري عن المُضي نحو ما أُريد.
وفي هذه اللحظة تركت الأريكة و نفضت عن كاهلي تلك الوساوس، أحسست بأني قد أُصاب بالجنون لو استمريت في إطلاق عنان التفكير و فضلت كبح جماح تلك الأفكار. رباه ساعدني في تجاوز هذه المحن، فأنا خلال هذه الفترة مقبلة على أبواب إختبارات نهاية العام الدراسي و....و أخشى أن تقودني ذكرياتي نحو سراديب الأوجاع.
![]() |
ألم |
خاطرة رحلة ألم خواطر وجدانية - تصميم
دلفت إلى ردهة المنزل علّي أنسى مرارة الكلمات، التي ما زال صداها يدوي في مسامعي، و رجعت إلى المطبخ لأُعد لنفسي كوباً من الشاي لأستعد من جديد للبدء في مراجعة دروسي.
التقيت بدفاتري كما يلتقي الطفل الصغير بأمه حينما تتركه لفترة و تعود إليه، لم يعد لي من استأنس بصحبته غير كتبي و أوراق تناثرت في غرفة مزحومة بعبق كلمات دفاتري و دروس مدرستي وصوت معلمتي وهي تُثني علي أمام جموع زميلاتي.
علت وجهي ابتسامة وزاد تصميمي على إجتياز أوجاعي، ازداد اشتياقي للقاء حقيبة مدرستي وبدأت أضع دفاتري فيها بكل ود، كما تفعل والدتي معنا عندما تطلب منا الخلود إلى النوم في نهاية كل يوم.
شاهد فيديو سأبقى هنا أعد الثواني وألتفت يمنة ويسرى
أقفلت شريط الحقيبة وقتها وأقفلت شريط الذكريات تلك و غفوت تاركة خلفي حيرتي وسؤالي لماذا !!
و أطلقتُ عناني لأحلامي التي أخلو معها كل مساء و أصنع بها عالمي الخاص الذي أجد فيه متنفس لحياتي التي أُحرم منها كل يوم وفي نهاية كل حُلم أخذ معي أملي عله ينجو ذات يوم و ينشر عبق الحرية و يسيطر نور الاستقرار النفسي على حياتي كلها.
بقلم الأنامل اليمنية:
" أروى العريقي "