قصة الوصايا الست التي خرجت بها من مقصورة القطار قصص قصيرة - أنامل عربية

الوصايا الست التي خرجت بها من مقصورة القطار للكاتبة نجوى المهندس
القطار


قصة الوصايا الست التي خرجت بها من مقصورة القطار

لقد مر عشر دقائق ولم يأتِ القطار، حتى سمعت أحد يقول لشخص بجانبه:" إن القطار سوف يتأخر لمدة ساعة لأنه هناك عطل في سكة الحديد يتم إصلاحه"

عندما سمعت هذا الخبر بدأت أعصابي تهيج ونهضت من مكاني ويداي ترتعشان بدأت في المشي شعرت باحمرار وجهي، والعرق يتصبب مني عدت لمكاني وجلست وتنفست الصعداء، وإذا بيد حنونة تربت على كتفي وتقول لي بصوت ودود:"يا ولدي ماذا بك؟"

 إذ بي ألتفت وأجدها امرأة عجوز في السبعين من عمرها، تجاعيد مرسومة على وجهها بشكل مميز شعرها الأبيض الأنيق، ملابسها متناسقة في طلتها المهيبة تشبه جدتي ـ رحمة الله عليها ـ سرحت بعيونها الخضراء فشعرت بطمأنينة غير عادية، انحنيت عليها وقبلت يديها بكل حب كأنني لمحت بها طيف جدتي. 

كأنني عانقت روحها من جديد، قبلت رأسها وشممت به نفس رائحة جدتي، عادت بي تلك الرائحة إلى تلك الأيام التي لم أنساها للآن، قاطعتني بقولها :" لا عليك يا ولدي أترك أمر التأخير عنك لربما خيرة."

 _ "كيف عرفتي أنني قلق بشأن تأخر القطار؟" 

_" شاهدتك كيف انقلب وجهك عندما سمعت الخبر، الحياة يا ولدي سوف تعلمك الكثير فقط كن صبورا، الحياة لم ولن تمشي على أهوائنا، هي محكمة بقوانين ستتعلم بعضها من والديك وبعضها من الاختلاط بالبشر والبعض الآخر ستتعلمها وحدك."

_ " لكنني وعدت حبيبتي أنني سأكون في الساعة السادسة بالمحطة، إن لم تجدني ستظن أنني أخلفت وعدي معها."

قصة الوصايا الست - الوصية الأولى  

العلاقات التي لم تختبر لن تنضج.

_" وكيف ذلك يا سيدتي؟ " 

_" أنت هنا قلق بشأنها صحيح؟" 

_" نعم " 

_"  لي سؤال لك، برأيك هل تعرفها تمام المعرفة؟ "

_" نعم" 

_" هل تثق بها ؟" 

_" نعم" 

_" إذا أنت أحمق" 

_"  كيف!"  

تلعثمت وصعقت من إجابتها.

_" آسفة يا ولدي قد أكون صدمتك بإجابتي لكنها الحقيقة المرة، الحياة هنا تقوم بفعلتها لتبين لك الأوراق، دعها تمشي كما قدر لها، الآن أنت وهي في اختبار، قد تفشلون وقد تنجحون، هنا ستكتشف مدى معرفتك الدقيقة بها، ومن هذه اللحظة سيتم فرز مخزون الثقة بشكل دقيق، هنا سوف يتم صراع طاحن بين القلب والعقل.

من جهتيكما أنت قلق بشأن أن تظن بك الظنون، وهي من الجهة الأخرى ستقلق وسيبدأ الشك يلعب لعبته معها، ومن ناحيتها سوف تمتحن في ثقتها بك، الحياة أحيانا تجعلنا نواجه لأنها متأكدة أننا نخاف أن نواجه مخاوفنا لكي لا تهدم تلك الأوهام التي بنيناها لكنها تعرف مصلحتنا أكثر منا لذا استسلم وسلم الأمر لها وأنت مطمئن فهي مقادير مقدرة من مالك هذه الحياة وهو الله ـ عزوجل ـ وتقبل النتيجة كيف ما كانت. 

_" سيدتي لم أفهم كثيرا. " 

_" ستفهم مع الوقت 

قصة الوصايا الست - الوصية الثانية 

لا تستعجل أترك الوقت هو كفيل بأن يعلمك الكثير.

الوقت يا ولدي هو أخطر لص يمر على الإنسان، إنه لا يرحم ولكن لا يمكنك مجاراته مهما حاولت، أنت تقرر أن تفعل كذا وهو يقرر بالنيابة عنك، بعض الأشياء تحتاج أن تتعلمها في أسبوع وأخرى في شهر أما بعضها فهي مستعصية قد تأخد منك عمرا كاملا، لكن هل أخبرك سرا؟"

 _" نعم، أنا أحب الأسرار كثيرا فهي تثير فضولي، الصبر هو عدو لدود للوقت، ابتسمت إبتسامة ماكرة وهي تقول لي ذلك حتى ضحكت شعرت براحة وأنا أتحدث معها حتى نسيت الأمر وازداد التشويق معها، كيف ذلك هنا أنا ضعت يا سيدتي"

_"  لا عليك أنت في مقتبل العمر ولك كل الحق ألا تفهم، فأمامك طريق طويل ورحلة تستحق العناء فقط كن مستمتعا لا ضجرا، الصبر معلم جيد يختصر عليك الكثير، يبعد عنك الكدر والهم والحزن، ألم يقل الله عز وجل في كتابه: "إن الله مع الصابرين" نعم وقال أيضا :"إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" ونعم بالله، الصبر يجعل نفسك هادئة مطمئنة مسلمة للقضاء وللقدر. 

كلما خفت من الوقت كلما قال لك الصبر تمهل، لكل شيء أوانه، كلما أردت العجلة، كلما قال لك تمهل، هو معلم جيد إن أحسنت الإنصات له ستغتنم غنائم كثيرة، الصبر سيجعلك تنظر للحياة بروية و بمنظور أعمق ومعه ستتعلم كيف تترفق بنفسك وسيصبح الوقت مسألة جديرة بالاهتمام، لأن الوقت أحيانا ينصب لنا الفخاخ وبفضله نخسر الكثير، لذا حاول كيف أن تجعل كفة الصبر غالبة واترك الوقت يقوم بفعلته كما أراد الله، لكن هذا لا يعني أن تضيع وقتك بل هو ثمين جدا إن ضاع فلن يعود، بل استثمر وقتك بحكمة لا تجعله هو من يتحكم بك بل اقبض قبضتك عليه بمعونة الله. 

الوصايا الست التي خرجت بها من مقصورة القطار- العجوز
العجوز الحكيمة


قصة الوصايا الست - الوصية الثالثة 

تعلم من أخطائك ولا تخجل منها، هي من تصنعك. 

الخطأ ليس نهاية العالم، بل هو بداية جديدة لنسخة أفضل، لكن الخطأ يؤدي إلى الفشل، وكل المجتمعات تمقت الفشل وبشدة، الفشل ذلك الغول الذي يرعب المجتمعات وحتى الفرد، بينما هو كنز عظيم، الفشل كنز لا أظن ذلك، بل هو كذلك، ربما، أنصت إلى جيدا، الخطأ الذي يؤدي للفشل كن متيقنا سيقودك إلى خوفك."

_" الخوف، ولمَ سأخاف؟ " 

_" هل تظن بأنك شجاع؟"

_ " نعم. الشجاعة ليست هي الهروب من الحقيقة أنا أراه جبن، الذي لا يعترف بخوفه يزيد الطين بلة، كلنا نخاف والخوف من الفشل هذا أكبر خوف نتشاركه جميعا، في الحقيقة أعترف أخاف من الفشل."

_" وكيف سنعالج هذا الخوف؟" 

-" المفاجأة الكبرى أن الخوف من الفشل يسحبه خوف دفين آخر " 

_" هل هذه متاهة" 

_" نعم، هي كذلك، الذكي هو من يبحث عن ذلك الخوف ويغوص به ويعترف به و يتصالح معه، سأعطيك مثال، أنا في شبابي كنت أخاف من الفشل في العلاقات الغرامية وكنت أخاف من اقتراب أي رجل مني وبداخلي أريد أن أكون أسرة، كلما اقترب أحد كلما ابتعدت، كنت أنكر وبشدة خوفي حتى التقيت بزوجي صدفة وكان ناضجا بما يكفي ليفهم خوفي. 

قال لي يا رقية أنت تعانين الخوف من الهجر لأن والدك هجرك وأنت في السابعة في عمرك، جملته هذه صفعتني، والحقيقة ركضت واختبئت في وكري لكنه أصر أن يخرجني منه وعندما قررت أن أعترف بخوفي والذي قادني لأخطاء كثيرة وجعلني أفشل في علاقات كثيرة، فهمت أن الأخطاء ليست عار وأن الفشل كنز وهذه أنا ولا أخجل من كوني أنا لولاها لما أصبحت بهذه القوة والثبات. 

مشكلتنا نحن البشر تكمن في الهروب من ذواتنا، وكلما عملقنا الخوف من الهجر والخذلان والجرح كلما اتسعت الهوة في دواخلنا وازدادت صراعاتنا "

_"  لكن هذه المشاعر تأثر بنا كثيرا وهي من تحدد علاقتنا مع الآخرين يا سيدتي. "

_" نعم لكن تعرينا وتجعل أرواحنا شفافة، وحدهم من يستحقوننا يقبلوننا كما نحن ويحاولون جاهدين مساعدتنا أنا ممتنة جدا لزوجي بعد الله ـ عز وجل ـ كان المفصل الأساسي في حياتي فهو يستحق أن أحارب لأجله. "

_" جميل جدا هل لازال على قيد الحياة؟ "

_ " لا لقد توفى منذ عام، آسف، لا عليك هذه هي الحياة حب من أحببت فإنك مفارق.  

الأخطاء هي التي تجمعك بالرحماء وتبعد عنك القاسية قلوبهم تذكر هذا جيدا . الذي لا يرحم نفسه عند الخطأ لن يرحمك. "

مرت ساعة كلمح البصر لم أشعر بالوقت وأنا أتحدث معها وصل القطار للمحطة، وأنا أستعد لأركب شعرت كأنني سأترك كنزا ثمينا، لقد أحببت رفقتها لي وكلامها أشعل بداخلي نورا لم أدركه من قبل، استدرت لأودعها، والدموع في عيني، وإذ بها تقول لي:" لا تقلق يا ولدي لازال هناك وقت بيننا ساعة أخرى مع بعض"ونحن نتحدث رمقت تذكرتك، فهي بجانب مقعدي وبنفس المقصورة، قلت لك يا بني اترك الحياة تقوم بأمورها كما يحلو لها فكل شيء في الأخير سيصب في مصلحتك صدقني. ربتت على يدي بكل حب وقالت:

" ألن تساعدني في حمل الحقيبة؟ هيا لكي لا يفوتنا القطار." 

أحببت جرأتها وكيف تتعامل معي كأنها تعرفني، عفويتها وإحسانها بالكلام أسرني جدا،حملت الحقيبة ومسكت يدها ركبنا القطار وتركت لها المقعد الذي بجانب النافذة وهو مقعدي، قاطعتني " كيف عرفت أنني أريد الجلوس بمحاذاة النافدة" 

_" سيدتي أعلم أن الأشخاص الذين يعشقون الجلوس بالقرب من النافدة يكونون أشخاص ذو خيال خصب ونفس عميقة، لقد رأيت هذا في عينيك هكذا كانت جدتي ـ رحمة الله عليها ـ تكون فرحة كالطفلة عندما يترك لها والدي المقعد لها." 

_"  هذا رائع أنت شخص تملك من الفراسة ودقة الملاحظة وهذا يساعدك على فهم الدنيا بشكل سريع. " 

_" ما هي الوصية الرابعة يا سيدتي؟" 

 _" إنك عجول تمهل قليلا سوف أخبرك، دعني أتأمل قليلا في الشجر لأنه يريحني هذا المنظر الجميل كثيرا" 

تركتها تتأمل وبقيت أتأمل أنا بها كأنها طفلة في الخامسة من عمرها تملك روحا طيبة. 

قصة الوصايا الست - الوصية الرابعة 

حافظ على إنسانيتك مهما عصفت بك الحياة. 

" سوف تواجه يا بني في طريقك وحوشا على هيئة بشر، لكن إياك أن تصبح مثلهم، من يعتنق الإنسانية هو الرابح مهما تعددت خسائره، يوجد مبدأ "العين بالعين والسن بالسن" صحيح يا ولدي ولكن نبينا وحبيبنا ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ قال: { اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ}

وحدها النفوس العظيمة من تصل لهذه الدرجة من الإحسان، وأنت كذلك يمكنك يا بني أنت مخير في الرد على الإساءة أو كما قال الله ـ عزوجل ـ في كتابه: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله } وقال أيضا {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} ، وهذا كله من أجل سلامك الداخلي، لأن الحقد و الانتقام سيشغلك عن هدفك الأساسي وسينهشك من الداخل لذا لا تجعل سمهم يقتلك واصل طريقك واترك الأمر لله لأنه العزيز ذو انتقام، الحياة وجدت لتعيش وتعمر لا لكي تحارب كل من أساء إليك. 

أعلم أن هذا الأمر صعب لكن الإنسان له قدرة عجيبة على التعود والتكيف ما تمارسه يوميا سيصبح عادتك اجعلها دائما نصب عينيك هذه العبارة" 

_" حسنا أعدك سأحاول " 

_" جيد جدا وأحسن سلاح يساعدك هو الدعاء لله عزوجل ردد دائما يارب اجعلني محسنا وصاحب فضل. " 

قصة الوصايا الست - الوصية الخامسة 

بعض الأشياء لم تخلق لأجلك تقبل هذا بصدر رحب. 

" سوف ترغب بأشخاص ولن يكونوا لك، ستقول لي لمَ التقيت بهم إذا؟ إجابتي : هم عبارة عن محطة في حياتك لتتعلم فن التخلي، تعلم أن تترك الأشياء قبل أن تتركك."

_" كيف ذلك؟" 

_"  التمسك أحيانا سيوقفك عن التقدم وستقف في مكانك ولن تتطور لذا تقبل أن بعض الأشخاص ليسوا من نصيبك وارضَ بنصييك، وكذلك بعض الأهداف غير مقدرة لك، الله لم يطلب منا النجاح بل السعي أنت غير مسؤول عن النتيجة فهي بيد الله وتذكر هذه الأية جيدا ستريحك كلما أوشكت على الهاوية: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)" 

 _" إذا الأشخاص والأهداف التي تشابكت معها أقداري ولم تكن من نصيبي حتما لها دور بشكل أو بآخر أليس كذلك سيدتي؟" 

 _" ممتاز أنت ذكي، هم عبارة عن ممر سيقودك إلى وجهتك الأساسية فمثلا الشخص الذي خذلك يعلمك درسا بأن لا تمنح ثقتك كاملة وأن لا ترتمي بكليتك، الشخص الذي تلاعب بك سيعلمك كيف تظهر الجوانب المظلمة بك وكيف تقوي نقاط ضعفك، الشخص الذي يهجرك سيعلمك أن لا شيء يدوم والحياة متغيرة وليست ثابتة ونحن كذلك، أما عن الأهداف فهي تسلط الضوء على نقصك وتعلمك أنك لست مركز الكون بل أنت جزء من المنظومة المتشعبة كلما تواضعت واعترفت بجهلك كلما ازددت معرفة وازددت تواضعا وأصبحت تعرف نفسك أكثر وكذلك الآخرين وتعذر نواقصهم و تعطف عليهم. 

سوف ترى النقص شيء مميز وله حكمة بالغة من الله عز وجل. في الأخير نستخلص أن الكمال لله وحده. "

الوصايا الست التي خرجت بها من مقصورة القطار الشاب حمزة
حمزة 

قصة الوصايا الست - الوصية السادسة والأخيرة 

اصنع من نفسك شخصا يحبه الله. 

كيف خرج الشيطان من الجنة؟

لأنه لم يرد أن يسجد لآدم، صحيح ولكن أهم صفة جعلته يطرد وهي الكبر لقد تكبر" قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " (12) تأملها جيدا ، إجابته فيها علو وغرور، من هنا سأقول لك سوف يميزك الله بموهبة أو صفة إياك وأن تتكبر على من لايملكها، ستكون لك إنجازاتك إياك أن تتباهى بها على من لا يملكها. 

شاهد فيديو قبل أن تحكم جرب الشعور 

اقرأ ايضا خاطرة وصايا جدي 

الله رحيم ويحب أن تكون الرحمة هي أساس التعامل بين عباده، ارحم نفسك والآخرين، حتى في عبادتك قد تكون لك همة في الصلاة أو قراءة القرآن أو الصدقة إياك و الغلو فقد تحرم منها"

_"  لماذا بنظرك صفة الكبر يمقتها الله وعباده"

_"  لأنها صفة تجعلك متضخما فلا يمكنك رؤية ما حولك تحجب عنك الحقائق هذه وجهة نظري، لقد أصبت الهدف يابني، نحن بنا كم هائل من نواقص والأخطاء وقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الشمس وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) لكي نصلح ذواتنا ونرتقي بأنفسنا يجب أن نملك صفة التواضع فمن تواضع لله رفعه.

 لا تقل أنا كبير أفهم أو أنا غني أفهم أو أنا ذكي أفهم، كل شخص كيف ما كان منصبه أو مكانته تعلم منه أي حدث حصل معك تعلم منه لا تحرم نفسك لذة الإختلاط فهي أساس المهارة وشحد الهمة

 يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" لم يذكر هنا الله الدين أو الجنس أو السن أي الإختلاف حكمة منه سبحانه وتعالى.

إذا الخلاصة يا عزيزي لتكون شخصا يحبه الله هو أن تنفر من صفة الكبر وتكون أقرب لصفة التواضع أن تحترم إختلاف الذي جعله الله في الكون لا تحتقر أحدا ولا تفتخر وأكرم من أكرمك ومن أساء إليك أحسن في تعاملك مع البشر يحسن الله إليك. "

_" كلام غاية في الرقي وهذا يظهر نبلك سيدتي أتمنى أن أصبح يوما ما حكيما مثلك. "

_" ياولدي الله عز وجل يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا نحن نجتهد ونخلص النية لله والله هو معطي ومانع وله حكمته سبحانه وتعالى. "

_" ما هي نصيحتك لي قبل أن نصل فقد شارفنا على الوصول"  

_" في هذه الساعتين التي جمعتني بك الأقدار لاحظت انك شخص ينصت بتمعن ويملك صفة الفضول ويتوق للمعرفة هذا ممتاز نصيحتي إستخدم هذه الهبات التي وهبك خالقك في ما يرضيه وسيرضيك الله بخيرات لن ولن تتخيلها، أخلص نيتك لله وهناك أية رائعة في سورة الكهف (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )

أطلب من الله عزوجل المكان الصحيح والأشخاص الصحيحة وكذلك الأهداف الصحيحة لأنك إن إنحرفت فلن تجد لك وليا ولا نصيرا، نفسك لن تنفعك فقد تهلكك لذا تشبث بحبل الله واطلب منه أن يهديك للرشد لأنه صدقني أنت ضعيف وعقلك محدود وقوتك محدودة. 

وأصيك بدعوة نبينا الحبيب "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" إستعن بالله لا بنفسك كن عبدا طائعا يحبك الله ولا تجادل في الله بغير علم. 

_" شكرا من القلب يا سيدتي أنا ممتن جدا للقدر لأنه جعلني التقي بك. "

_" قلت لك في البداية دع الحياة تفعل فعلتها وهو كذلك. " 

وصلنا لوجهتنا ساعدتها في حمل الحقيبة اقترب حفيدها مني وقال لي شكرا لك على مساعدتك جدتي، قلت له العفو جدتك هي جدتي أيضا، تلفت يمنة ويسرة لم أجدها أحسست بخيبة أمل وإذ بي أسمع حمزة عاد لي نبضي ابتسمت التفت للجدة وابتسمت لي وقالت لي بصوت خافت " لقد نجحتم في اختبار الأول وهذا لا يعني أنكم سلمتم لا زال الطريق طويلا"

_" صحيح الوصايا التي قلتها لي حفظتها عن ظهر قلب ستبقى في ذاكرتي محفورة، هل يمكن أن نبقى على تواصل" 

_" سأعيد وأكررها يا بني دع الحياة تقوم بفعلتها هيا إذهب في حفظ الله يا ولدي. " 

مرحبا عزيزي " من تلك المرأة" 

_"  إنها كنز جمعتني به الحياة كيف ذلك سوف أخبرك بكل شيء هيا لنأكل أنا جائع " 

_"  حسنا هيا بنا "

_" أعرف مطعما يشوي لحم بطريقة رائعة. " 

انطلقا لوجهتما لكن خرج حمزة من مقصورة القطار وهو شخص آخر.


بقلم الأنامل المغربية:

"نجوى المهندس"

رأيك يهمنا

أحدث أقدم