![]() |
خاطرة اغزل خيوطك |
خاطرة اغزل خيوطك
إرأف بحالي أيها الدخيل الهارب
إلى أين أنت ذاهب
هنا مكانك
ولو كنت بشيطانك
لا تعتذر وتتعذر
ولا تختلق قصصا فتكذب
بكل بساطة أنت المذنب
لا تدري بأني قد رأيتك تذنب
رأيتك تحمل القلم وتكتب
رأيتك تسجد لله حمدا
وأياما أراك لا تسجد
سمعتك تتمتم
سمعتك تهمهم
سمعتك تغمغم
سمعتك تسعد
تعالت منك الأنفاس
بعضها مع بعض بلا إحساس
تزهو بها وتمشي الخيلاء
وتحدق وكأنك تعلم
وتقول وكأنك المعلم
لكني اليوم أدرك
وأتفهم
أنك في يوم لم تقدر
لم تبذل جهدا لتتغير
بقيت هكذا
وأنا ما عدت أصدق
أنك يمكن أن تتبدل
لا يهم كيف ولكن
ابذل جهدا .. تفضل
هاك مني بعض القروش
وترجم
يا هذا
ارفع رأسك وانظر
هناك لن تجد إلا المعتم
والنهار خيوطه بيديك
اغزلها لتنعم
ثم عد ولوّنها لتُرحم
ثم بعد ذلك شكّلها لتسلم
نعم اعرض بضاعتك
سلّم واستلِم..
خاطرة اغزل خيوطك و خذ هذه الفائدة
غزل الخيوط ليس بالأمر الهين، إنه صعب ويستهلك كل طاقتك ووقتك، ولابد لك من بعض الرفقة التي معها لا
تحس بمرور الوقت الذي لا يكاد يمر في أحيان كثيرة، لذلك كانت النسوة في الماضي في القرى الجزائرية يقمن بغزل الخيوط في ساحة المنازل أو ما يسمى المْرَاحْ .
يتحلقن ويتقاسمن الأدوار بينهن، فمنهن من ينعِّمن الصوف بواسطة أداة اسمها القَرْدَاشْ، ثم تقمن ببرمه على شكل أقلام ،ليأتي دور الغازلات بأداة أيضا اسمها المغزل ،بمهارة
وصبر وتفاني وإتقان فائق يخرجن خيوطا متينة مغزولة بدقة، غليظة أو رقيقة، بيضاء أو سوداء أو ملونة، فيمكن التلوين بطرق كثيرة.
وهذه الخيوط يستخدمنها في نسج الملابس والأغطية والزرابي ،وهذا يتم بواسطة المَنْسَجْ،فقد كان في كل بيت تقريبا منسج ،هذا الغزل الذي بعرق الجبين ممزوج
بالأحاديث الطويلة التي تتخللها الضحكات والقهقهات المتعالية، هذه التجمعات التي بها يرفّهن عن أنفسهن ويصاحبنها بشرب التاي، ويخرجن منها آخر النهار بعمل متقن وترويح عن النفس وذلك المهم.
![]() |
حسب طاقتك |
خاطرة اغزل خيوطك حسب طاقتك
غزل الخيوط كل على حسب طاقته وجهده ،كل على حسب معرفته، وكل على حسب إرادته وهدفه ،قد تخسر في
عملك إذا لم تكن الخيوط مغزولة بعناية- وهذا مالا يُسمح بحدوثه- إذا فعلت كانت النتيجة زربية خيوطها قد خارت قواها فتدلت ولم يعد للعمل معنى أو قيمة.
شاهدت مرة فيما مضى شريطا وثائقيا عن الغزل أيضا، لكنه غزل من نوع آخر ،هو غزل للخيوط لكنها كانت لبناء جسر يربط القرى على جانبي النهر أو الجبل ،هذا الجسر يصل طوله الى 148 قدما، به يمكن الإنتقال من جهة لأخرى .
خاطرة اغزل خيوطك لتكون حبال ثقيلة
كانت تلك قرية معروفة تسكن أعالي جبال الأنديز بالبيرو وهي الإنكا ،حيث في شهر يونيو من كل عام يتوفر وينمو نوع معين من النبات الطويل يسمى الإيتشو ،وهو يعتبر
غذاء لحيوان اللاما، ومنه يتم بناء الكيتشواتشاكا، فيقومون بالإجتماع ويغزلون حبالا صغيرة طويلة، ثم يجمعونها مع
بعضها لتكون حبالا أكبر ثم أكبر ،ثم يجدلونها حبالا أكبر إلى أن تتكون حبال ثقيلة يحملها عدة رجال على أكتافهم،
ويجسدون بها الجسر على أرض الواقع عن طريق أربع حبال متوازية ممتدة من الجانبين يثبتونها بالحجارة.
ثم فيما بينها يصلون بحصيرة من الأغصان الصغيرة وشبكة عنكبوتية من الحبال الصغيرة الموزعة،لقد كانوا بحق ملوك الألياف والجدائل والظفائر .
ويمكن أن يحمل الجسر 56 شخصا بالتساوي على طوله، ويعتبر تقليد إعادة بناء كيتشواتشاكا تقليد وطقس من الطقوس القديمة ،وكل شخص يعبث بالجسر يعاقب بالإعدام .
الغزل فن من فنون البقاء على قيد الحياة ورسالة ونوع من الإنجاز أتقنته الحضارات القديمة.
اقرأ أيضا :"خاطرة نحن والحياه خواطر إجتماعية".
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
👍👍
ردحذفجميل جدا واصلي
ردحذفكلام جميل
ردحذفسلمت اناملك ❤️❤️
ردحذفكلام جميل وراق واصلي
ردحذفابدعتي واصلي
ردحذف