قصة الليلة الغامضة قصص مشوقة جزء ٢


قصة الليلة الغامضة احداث شيقة
قصص رعب 


قصة الليلة الغامضة

كنت في حيرة من أمري، لكني ركضت مسرعةً لسريري وأعدت الأغطية على رأسي، لأنني خفت من فكّ أوصاد الباب ، ثم أخذ الصوت يعلو أكثر وأكثر، بقدر ما كنت مُرتعبة بقدر ما كان الفضول يقتلني لمعرفة مصدر الصوت.

 "هيّا، أيتها الفتاة عليك أن تقاومي خوفك وتتغلبي عليه، هيّا انهضي من فراشك و لبّي النداء ،ربما يكون هذا أبي وقد عاد للمنزل دون أن أعرف على سبيل المثال .. "

كنت أحاول إعطاء نفسي بعض المعنويات والدوافع التي تحثني على اكتشاف حقيقة الصوت وفهم الأمر، وبعد عدة تساؤلات بيني وبين أفكاري الجنونية تغلبت على خوفي، ونهضت مجدداً.

قصة الليلة المرعبة والشبح العجيب

 فتحت الباب بخفة وما إن خرجت منه حتى ظهر لي شبح غريب الأطوار شكله عجيب، ووضع يديه الكبيرتين على فمي ،أغلقهما كيلا أصرخ ويستفيق الجيران على صوتي 

وشدني إليه، كانت أظافره طويلة عليها أثر دماء من ضحاياه السابقة ، وأخذ يجرّ جسدي على الدرج، كنت أرى بقع الأيادي الحمراء على حائط السلالم.

قصة الليلة الغامضة والقربان
قصص رعب جميلة 

 ما لهذا المتوحش، الذي أتى بضحاياه البشرية لمنزلنا وأخذ يشرب دمهم بينما كانوا يحاولون التشبث بالحائط و يصرخون لنجدتهم !!

 لكن دون جدوى، فصوت الرعد كان طاغيا بشكل لا يوصف، ولن يسمع أحد صراخ المجني عليهم .

حاول الوحش أن يهمس في أذني، وحاول ان يقول لي بعض الكلمات المتقطعة التي لم أفهم منها حرفا واحدا، و من يعرف لغة مصاصي الدماء هؤلاء، سوى بني جنسهم، 

لكن صوته كان قريبا جدا لصوت الخالة "أم روز"، لا بد أنه كان في منزلها والتهمها لذلك أخذ صوتها، وأخذ يجرني حتى أخرجني من المنزل وذهب بي لمنزل الخالة "أم روز" المجاور.

اقرأ أيضا :"قصة مذاق العلقم قصص قصيرة". 

لم أجد تفسيراً لفعلته هذه إلا أنه أحبّ منزلها بعد التهامها، ويقيم فيه حفلاً لتبادل الأرواح بين البشريين ومصاصي الدماء، وكنت أنا القربان الذي سيقدم فداءً لتعود ملكته 

الذي ينتظرها منذ عقود، ولماذا وقع اختياره عليّ، ربما بسبب صغر سني لتنعم ملكتهم بالعمر المديد وتبقى شابة.

قصة الليلة الغامضة وتقديم القربان

وما ان وصلنا للمنزل المجاور حتى سمعت صوتا آخر يتمتم لكنه يشبه صوت "روز "، يا إلهي لقد التهم مصاصو الدماء " روز" كذلك وأخذوا صوتها !!

 لم يبقَ سواي، أفلتني الوحش وأخذ يضع علي بعض البطانيات كانت رائحتها غريبة جدا ويلفها حول جسدي النحيل .

قصة الليلة الغامضة قصص رعب
قصص رعب روعة

يا إلهي ربما هم مستعجلون جدا وقد بدأت الطقوس الدينية لديهم لاسترجاع الملكة، ثم قاموا بحملي ووضعي على ذلك السرير الحديدي، وعلت أصوات أناشيدهم 

المنادية لتلك الروح التي ينتظرونها بفارغ الصبر وتسكن جسدي، وكنت أرى سكاكينهم تجرح جسدي، ويسكبون دمائي في أوانٍ، ويحتفظوا بها لملكتهم القادمة فستتلذذ بدمي النقي..

لم أعد أستوعب أي شيء حولي، كنت في حالة يُرثى لها والدم يملؤ الأرجاء ،وأصوات صفارات الإنذار تُوحي بحالة الطوارىء.

 هل هذا هو العالم الثاني لمصاصي الدماء حيث كانت تتواجد به روح الملكة.. ؟!

بعد عدة تساؤلات، سمعت صوتا خافتا يناديني مرة ثانية لكن الصوت مألوف لديّ وأحبه كثيرا ! 

"ليندا افتحي عينيك.. هيا يا صغيرتي لن أسامح نفسي أبدا ". 

إنه صوت أبي ...لقد أتى البطل الخارق لينقذني من هؤلاء المجرمين ،لكن هل سيعود جسدي كما كان بعدما أخذوا كل الدماء ؟!

حاولت فتح عينياي ووجدت نفسي مستلقية على سرير المستشفى، وأبي يقف فوق رأسي ويبكي، وأمي والخالة" 

أم روز " و" روز " كذلك، كلهم في الغرفة، حاولت أن أعدل جلستي فساعدني أبي بذلك بعدما أخذني في حضنه وسالت دموعه الغزيرة وقال لي :"لن أتركك بعد الآن"

فسألته :"كيف أنقذتني من مصاصي الدماء؟" 

فأخبرني أنه دفع ثمن مشاهدته لأفلام الرعب حياتي، وأنه كاد يفقدني جرّاء ذلك.

قصة الليلة الغامضة وحقيقة الوهم 

والحقيقة أنه في تلك الليلة علم بحالة الطوارىء في المنطقة واتصل بالخالة "أم روز" وطلب منها الذهاب الى منزلنا لتأخذني معها الى منزلها وأبقى مع "روز " بعد أن 

كان لديها نسخة احتياطية من باب منزلنا، وكانت تنادي هي و ابنتها باسمي لكني لم أردّ عليهم، وما إن فتحت باب الغرفة حاولت مسكي، وبسبب العتمة حسبتها شبحا 

فقاومتها حتى تدحرجت على الدرج، وتأذى جسدي فأُغمي عليّ، و حملتني بمساعدة ابنتها وأخذتاني للمستشفى حيث تعمل أمي، وكان صخب الناس فيها إثر حالة الطوارىء هو 

المبرر لأحلام اليقظة، وعندما علم أبي بالأمر عاد مسرعا، واستمرت غيبوبتي لمدة يومين كاملين بسبب ضربة قوية تعرضت لها في رأسي. 

نظرت للخالة "أم روز".. فعلا كانت أظافرها كبيرة جدا وعليها طلاء أحمر، والسرير الحديدي في غيبوبتي كان 

سرير المستشفى، والدماء التي كانت تخرج مني، كانت عبارة عن إجراء بعض التحاليل لي عبر سحب الدم ومداواتي..

اقرأ ايضا قصص رعب في غاية الروعة

قضيت فترة وجيزة في المشفى ثم عدت إلى المنزل لكنني لم أستطع البقاء فيه أبدا ، ودخلت في صدمة نفسية كادت تقتلني، مما اضطر أبي وأمي لأخذ إجازة من عملهما 

واصطحباني لمدينة أحلامي التي كنت دائما أحدثهم عنها وأحثهم على أخذي لزيارتها ، لعلي أطيب بأسرع وقت، وأستعيد عافيتي الجسدية والنفسية...


بقلم الأنامل اللبنانية :

"ندى خلف"

3 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. قصة في غاية الروعة والأجمل وقفة الاهل قرب ابنتهم ...فيها عظة

    ردحذف
أحدث أقدم