قصة الماضي يعود من جديد- قصص قصيرة جزء ١

قصة الماضي يعود من جديد, هو من جملة الأعمال والمقالات والقصص الرائعة التي تقدمها مجلة أنامل عربية التي تعنى بمختلف المجالات الأدبية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، والأطفال وأيضاً مطبخ المرأة وعالم الرؤى والأحلام. 

ونتمنى من الزائر الكريم تزيين مقالاتنا ومواضيعنا بتعليقه في خانة التعليقات، كما أن مجلة أنامل عربية الاليكترونية تستقبل الآراء والمقترحات والمشاركات على ايميل المدونة الخاص.


قصة الماضي يعود من جديد - قصة قصيرة جزء ١
قصة الماضي يعود من جديد 

قصة الماضي يعود من جديد

 قصة الماضي يعود من جديد، دقت الثانية عشرة تماما بعد منتصف الليل في أحد ليالي الشتاء الممطرة العاصفة، عندما دخلت فيروز  بخطوات مسرعة إلى ردهة الإستقبال بمبنى الطوارئ وهي تسأل عن الطبيب. 

كان موظف الاستقبال يغط في سبات عميق عندما قامت بالدق على الواجهة الزجاجية التي تفصل مكتبه عن ردهة الإستقبال، نهض مسرعا وهو يحاول أن يفهم كلماتها المبعثرة السريعة وقال لها: " ممكن تهدي علشان أفهم حضرتك محتاجة إيه؟"

قالت: " هي دي مش مستشفى بردوا هكون محتاجة أي غير دكتور يا أستاذ"

أومأ رأسه وسألها: " حضرتك بتشتكي من أي؟"

أجابت: " مش أنا إلِلي تعبانة، في مريضة معايا في العربية"

سألها: " ومدخلتش ليه معاكي يا فندم ؟"

أجابته بحدة: " وهي مستنيه دعوة حضرتك يا أستاذ، افهم يا بني آدم دي مغمى عليها برة ولا معرفش جرى لها، هي مرة واحدة أغمى عليها ومش قادرة تقف على رجليها"

نهرها قائلا: " طب وبتزعقي ليه، متتكلمي بالراحة علشان أفهمك"

خرج من غرفته ونادى على اثنين من اعضاء التمريض، أمسك هاتفه وأجرى اتصال،  لكن أحدا لم يجب على  نداءه ولا حتى اتصاله، طلب منها أن تتوجه إلى الغرفة التي في آخر الرواق و تقوم بِقرع بابها بشدة، ثم تشرح لمن يخرج لها الوضع. 

قصة الماضي يعود من جديد و مريضة في حاجة إلى المساعدة

امتثلت فيروز لأمره وتوجهت بغضب للغرفة وقامت بالطرق بأقْصى قوة، خرج من في الغرفة غاضبا متسائلا عن سبب الطرق العنيف فأخبرته بحالة المريضة وأيقظَ زميله وتوجها إلى السيارة الواقفة على باب المشفى حيث كانت نادين فاقدة الوعي تماما ولا تدري ما يدور حولها. 

قاما بوضع المريضة على السرير المتحرك وتوجها بها ناحية غرفة الطوارئ قام أحدهما بقياس نبضها الذي كان ضعيفا للغاية وبدا وكأنها تصارع الموت أما الآخر فتوجه ناحية غرفة الطبيب المقيم وأخذ يقرع الباب حتى ايقظه من النوم وشرح له حالة المريضة في عُجالة خرج الطبيب وتوجه إلى غرفة الطوارئ  وسأل مرافقتها عما حدث في آخر ساعتين.

قصة ليتني ما عرفت الحب قصص قصيرة
ليتني ما عرفت الحب 


تركت يدها وقالت: " أبدا كنا مع بعض في رحلة  وبعدين حصلت ظروف في الشغل واحتاجوا الإعلان اللي شغالين عليه علشان يتعرض على العميل بكرة الصبح، فاتصلوا بينا لازم نرجع للقاهرة فقررنا  نرجع بالليل علشان نلحق نوصل، لأن المسافة بعيدة بس قبل ما نطلع بالعربية أكلت كيس بطاطس وشوية ولقيتها بتقول دايخة"

عندما نظر الطبيب حيث ترقد المريضة وكأنه تفاجأ أو حدثت له صدمة مفاجئة إلا أن مساعده أخبره أن ضغطها منخفض و ضربات قلبها بطيئة فانزعج وقام بفحص نادين ثم أخبر مرافقتها أنها مصابة بتسمم غذائي حاد وأنها في حاجة ماسة لعمل غسيل معدة.

 بدت فيروز منزعجة بعض الشيء ومرتبكة لأن الطبيب أخبرها بضرورة أن تبقى نادين تحت العناية الطبية لمدة يومين على الأقل للتأكد من سلامتها. 

أمسكت هاتفها وتحدثت إلى مديرها الذي أخبرها بضرورة عودتها إلى مقر الشركة لعرض الإعلان على العميل لإنقاذ الموقف، ثم بعد اعتماد العميل لفكرة الإعلان تعود لنادين. 

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك 

أخبرت فيروز الطبيب بأنها  ستضطر للرحيل مؤقتا، فأخبرها بضرورة أن تمر بمكتب الإستقبال لترك البيانات المتعلقة بالمريضة ورقم هاتفها تحسبا لأي أمور طارئة كان يريد أن يسألها عن اسم المريضة غير أنه سكت ولم ينطق بكلمة فما الحاجة للسؤال عنها وهو يعلم أنها هي.

 إذ يستحيل أن تتطابق الملامح لهذه الدرجة، قبلت فيروز جبهة نادين التي لم تفق بعد من غيبوبتها، وتوَجهت لمكتب الإستقبال ثم خرجت من المشفى. 


قام الطبيب بعمل الغسيل المعوي لنادين، كانت الساعة تشير للثانية والنصف والمشفى تخلو من المرضى طلب الطبيب من المساعد أن يضع المريضة تحت الملاحظة في غرفة العناية المركزة لكنه أخبره أن طبيب العناية غير متواجد، فأخبره أنه سيقضي الليل بجوارها ليطمئن على عودة نبضها للمعدل الطبيعي. 

اقرأ أيضا: 

 ليتني ما عرفت الحب

قصة الماضي يعود من جديد و مريضة مجهولة الهوية 

سحب الطبيب كرسيا وجلس على مقربة من نادين، أخذ يراقب نبضها ومعدل ضربات قلبها، لكنه بين الفينة والأخرى كان ينظر لوجهها متمعنا في ملامحها بعد قليل عاد المساعد ممسكا بحقيبة يد نادين ووضعها إلى جوارها كاد الفضول أن يقتله لهذا قرر أن يفتح حَقيبتها. 

وبرر لنفسه أنه يقوم بذلك ليسجل اسمها على الاستمارة التي توضح حالتها.

 

فتح الحقيبة وأخرج محفظة صغيرة وأمسك ببطاقة الهوية الخاصة بها لكن العجب لم تكن شرين! 

فبدا منزعجا, أيعقل أن يتشابه الأشخاص لهذه الدرجة كانت الهوية تحمل اسم نادين علاء لكن الملامح تؤكد أنها شرين. 

لكن لم العجب فالمثل يقول: " يِخلق من الشبه أربعين" هكذا حدث نفسه ثم أمسك بهاتفه وأخذ يتصفح بعض المواقع بعد آذان الفجر أدى الصلاة كانت المريضة تستفيق و تفتح عينيها وتغلقهما ويبدو على وجهها الشحوب..


قصة الماضي يعود من جديد بأحداث جديدة.. يتبع.. 

دمتم بكل ود ..

5 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم