![]() |
قصة عاطف وإدمان الإنترنت |
قصة عاطف وإدمان الإنترنت قصص واقعية
قصة عاطف وإدمان الإنترنت، قصة من وحي خيال الكاتبة لكنها تحاكي واقع الشباب المرير مع فآيرس العصر الانيق الانترنت.
رن جرس الهاتف المنزلي لتستقبل الأم مكالمة من مديرة مدرسة عاطف تخبرها بأن مستواه قد تدنى هذا الشهر مقارنة بالشهور السابقة، كما أن المعلمين بدأوا يشكون للمديرة سرحانه وعدم انتباهه وانشغاله داخل الحصة لفترات طويلة وكأنه يتعجل الذهاب إلى البيت.
وأعلمتها أن الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة قد تابع حالة عاطف ولابد من مشاركة الأسرة ، شكرت الأم المديرة وأخبرتها أن الأمر سيكون على ما يرام.
الأب وهو يسأل في لهفة عن المتصل: خيرا أم عاطف؟
الأم في صوت خافت وهي تعد الغداء على السفرة: مديرة المدرسة تخبرني بتدني مستوى عاطف وعدم تركيزه في الصف.
الأب : لاحظت أيضاََ انشغاله كثيراََ بالتليفون وعدم جلوسه معنا كثيراََ، ودائماََ في حاجة إلى زيادة الوقت الذي يقضيه متصلاََ بالإنترنت للوصول.
الأم مقاطعة سريعاََ: لاحظته أيضاََ يحاول أن يتغلب على تقليل فترة استخدامه الإنترنت ولكنه أحياناََ لايستطيع وفي بعض الأوقات أجده متهيج ومكتئب المزاج عندما يكون الإنترنت قد انتهت باقته.
وأحياناََ يكذب علي في مقدار الوقت الذي يستخدمه، وعندما يجلس فترة أطول ألاحظه معتدل المزاج، وهذه معلمته تخبرنا بتعرض دراسته للخطر.
قصة عاطف ومخاوف الأبوين
الأب يستغفر ربه وكأنه مغشياََ عليه وقد جلس على كرسي السفرة الذي أمسك به: لا اله الا الله.
الأم :أخشى أن يكون مادار بذهني قد تم.. يا إلهي أدمن ابني الإنترنت.
همت الأم تنادي على مريم وعاطف من أجل الخروج للغداء: "مريم وعاطف هيا أحضرا الغداء."
اقرأ ايضا:"قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص قصيرة جزء ١"
حضرت مريم استجابة للنداء قائلةََ:" مرحباََ بك ياأبي، أراك شاحب اللون على غيرعادتك."
الأم تقطع الحديث:" ها هو عاطف لم يخرج كعادته."
مريم :" بالفعل يا أمي: ألاحظ أن عاطف يتكاسل عن أداء الأعمال المطلوبة منه على مدار اليوم نتيجة عدم الرغبة في ترك الإنترنت، ويهمل جميع الهوايات المختلفة التى يمارسها الإنسان، كما أن نومه مضطرب وغير منتظم، ويبدو قلقاََ إذا انقطع الإنترنت."
الأم :" هذا ما كنا نتحدث به ابنتي وهذا ما جعل اباك شاحباََ حزيناََ."
مريم وعينيها تذرفان وقد سبقت يداها عينيها تمسح وجه أبيها:" لا تقلق يا أبتي فقد سمعت من أستاذ الحاسب أن الفرد حينما يصبح أسيراََ للإنترنت ولا يستطيع الاستغناء عنه فهذا اضطراب ولكنه سهل العلاج."
الأم:" حقا ابنتي؟"
تقسيم الأدوار"مهارات التعامل"
الأب :" نعم من الممكن علاجه ولنكن جميعاََ يداََ واحدة ونساعده ونقسم أدوارنا. "
مريم:" وأنا طوع إشارتك يا أبي أما عني فسأجلس معه أطول فترة ممكنة وأنظم له وقت دروسه وأذاكر معه بعض المواد رويداََ رويد."
الأم: وأنا سأخرج معه كل يوم لشراء ما يحتاجه ولممارسة بعض الرياضة لكي يبعد أكثر وقت ممكن عن ممارسة الألعاب والاستماع إلى الفيديوهات والجلوس على الشات غير المجدي."
اقرأ أيضا قصة الوعي في الابتزاز الإلكتروني.
الأب: "وأنا سأجعل قيوداََ على الإنترنت من خلال الامتناع عن الدخول فى بعض المواقع أو الألعاب عن طريق الإنترنت والتي تعمل على استنزاف الكثير من وقته وسأقوم بتشغيله في أوقات محددة.
وسأحرص على اصطحابه معي لبعض الزيارات العائلية وآداء الواجبات الاجتماعية، وسأطلب منه آداء الكثير من الأعمال التي تنشط قدراته العقلية.
الأم: حسنا ولنبدأ سوياََ."
قام الأب بفصل التيار الكهربائي وخرج عاطف من حجرته غاضباََ.
عاطف:" لقد انقطع الانترنت!"
الأب :" نعم ابني لقد انقطع التيار الكهربائي كله، هيا نتناول الطعام سوياََ."
![]() |
قصة عاطف والجلوس حول مائدة الطعام |
جلس عاطف على كرسي السفرة المخصص له ثم هم قائلاََ:" لا أدري كيف كان الناس يعيشون قديماََ بدون الإنترنت!"
الأم:" بل كنا نعيش بدون الكهرباء وبدون أي أجهزة كهربائية."
مريم: وكيف كنتم تقضون أوقاتكم يا أمي؟"
الأم:" كنا نقضيها في سعادة وهناء، كنا نجلس سوياََ لأكبر فترة ممكنة نتسامر ونعرض مشاكلنا ونتشارك أفراحنا وأتراحنا، وما بعدنا إلا بعد ظهور الإنترنت ووسائل التواصل."
عاطف وقد ظهر عليه القلق ورجليه تهتزان:" أمر شاق جداََ فأنا لا أستطيع الجلوس بدون الإنترنت لدقائق."
الأب:" الجلوس أمام الإنترنت يا ابني لوقت كبير هو مضيعة للوقت وهلاك للعقل قبل الجسد...أتمنى أن تقلل منه وأن تجلس وتتسامر معنا لأطول فترة ممكنة، وتعاود ممارسة المشي التي كنت تحبها معي."
الأم:" ما رأيكم جميعاََ في الخروج لنزهة بالنيل سوياََ، فاليوم أجازة نخرج ونلهو ونلعب ونعاود الأيام الماضية."
الأب ومريم وعاطف في صوت واحد:" جميل لنفعل."
![]() |
قصة عاطف ونزهته مع عائلته |
قصة عاطف و النزهة الجميلة
خرجت الأسرة في نزهة إلى النيل بدى على عاطف القلق في بداية النزهة، تفهم الجميع الموقف وبدأوا في مساعدته.
الأم:" هيا يا عاطف لتركب معي المركب ونرى الطبيعة الخلابة في النيل."
مريم:" هيا أخي نتسابق سوياََ ونلهو ونجري."
الأب: "هيا عاطف، نلعب سوياََ بالكرة."
وعند غروب الشمس قصة عاطف والانفراجة
دخل وقت الغروب وهمت الأسرة لتعود إلى البيت، وفي الطريق سأل الأب عاطف:" ما رأيك في هذه الفسحة ياعاطف؟"
عاطف: " كان يوماََ ممتعاََ يا أبي."
الأب:" إذاََ نكرره كل يوم جمعة."
شاهد فيديو كنت اركض اليهم فرحا وكنت اقابل بالبرود
وصلت الأسرة المنزل ووجد عاطف التيار الكهربائي قد عاود مرة أخرى.
عاطف فرحاََ:" لقد عاد التيار الكهربائي يا أبي."
الأب: "لم ينقطع التيار الكهربائي يا عاطف فأنا من أعطاه وقتاََ من الراحة لكي نرتاح جميعاََ من الإنترنت ومن عواقبه السيئة."
حسناََ ما فعلت يا أبي وأنا من اليوم سأنظم وقتي جزءََ للمذاكرة وجزءََ للعب ولن أعد بعد اليوم أسيراََ للإنترنت.
بقلم د. عفاف سعيد البديوي
قصة جميلة
ردحذف