قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص قصيرة جزء ٧ - أنامل عربية

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص قصيرة
روان وجواد 

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد 

إنها المرة الأولى التي أودع بها جواد وأشتاق له لهذه الدرجة، الآن أدركت أنني أحبه فعلا، شعرت بروحي تخرج من جسدي وأنا أراه مغادراً، أخذت ألوح له من زجاج النافذة وأرسلت له بعض القبلات وهو بادلني ذلك أيضا، صعد في سيارة الأجرى وفتح النافذة على الفور وأكمل تلويحه لي وغادر.

دخلت غرفة نومي وأنا أحدق بخاتم الزواج الذي وضعه جواد في اصبعي، هممت بفتح الأدراج وجمعت ملفات المشروع الذي سأقدمه في الصباح لمديري،  لقد تعبت كثيرا لأجل هذا المشروع، راجعته قليلاً ورتبت أدق التفاصيل كما ينبغي، علي أن أقدم أفضل ما لدي، فهذا المشروع الآن سيغير مستقبلي العملي كله وبما أن جواد لا يمانع سفري فلا بد أن أربح بجدارة.

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - دعم جواد

رن جرس المنبه إنها الساعة السابعة صباحا، نهضت مسرعة بدلت ملابسي على الفور وأعددت الفطار، فإذا بجرس الباب يرن، ترى من الطارق في هذا الوقت الباكر، من رآني في منامه اليوم وقادم إليّ هل هي تولين أم ليندا !!

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد للكاتبة ندى خلف
دعم جواد

أيعقل أنه جواد، ركضت مسرعة وفتحت الباب بلهفة، نعم إنه جواد، عانقته من فوري وحضنته وكأنني لم ألتقيه منذ سنوات ، وأنا قد التقيته بالأمس :" جواد، اشتقت لك يا عزيزي "

-" وما الذي أتى بي إلى هنا غير الاشتياق يا روان، لقد مرت هذه الليلة علي كألف سنة، لم أصدق أن تشرق الشمس لأهرول الى منزلك "

-" اوه ، يحق لك أن تشتاق فأنت لديك فتاة مثالية "

-" دون أدنى شك " 

-" أليس لديك عمل اليوم ؟ "

-" بلى ، ولكن قد أخذت اجازة لأرافقك وأبقى بجوارك وأنتي تقدمين مشروعك إلم تمانعي؟ "

-" ولم أمانع ، يسعدني ذلك وبكل سرور "

-" فلنذهب إذا "

-" ما يزال الوقت باكرا، دعنا نفطر قبل أن نغادر " 

-" لم لا؟ سآكل اليوم ألذ فطار من يديّ حبيبتي روان "

ابتسمت ابتسامة خجولة، وجلسنا معا نأكل ونتبادل أطراف الحديث ونمازح بعضنا بين الفينة والأخرى.

وقعت في غرامه وغرقت وأنا لا أجيد السباحة، ربما هذا أفضل لأصل معه إلى قعر الحب وأبقى الى الأبد، حتى هو لم يتوقف عن التحديق بي وأنا كعادتي أخجل وتحمر وجنتي بسرعة، كنت لا أرى نفسي بالفتاة المبالغ فيها ولكن بعد تعرفي به دفعني لأرى نفسي استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

وراودني سؤال فرحت أساله:" ما رأيك يا جواد، هل سينجح مشرعي ويعجب مديري ؟ "

-" بالتأكيد سينجح " 

-"ولم أنت متأكد هكذا ؟ "

-" لأن فتاتي إن أرادت فعل شيء ستفعله بإتقان وهي لا منازع لها في مجالها ، ألا تذكرين كيف نجحتي في مشروعك بصف الثاني ثانوي، عندما قدره المعلمون بأنه الأول من نوعه وقد أخذتي حينها درجة إمتياز  ؟ "

-" أما زلت تذكر ، حتى أنا كنت قد نسيته ، لو لم تذكرني به الآن ! "

-" أذكر ذلك طبعا، أحفظ جلّ تفاصيلك صغيرها وكبيرها "

-" لهذه الدرجة، اوه، ذاكرتك قوية جدا، هل تذكر عن الجميع أم عني أنا فقط ؟ "

-" لا يهمني أحد غيرك في الكون هذا كله، يهمني أنتي فقط ، أنتي فقط ... " 

بينما يردد كلماته هذه كنت أنا على وشك الإبحار في عينيه وهو يحدثني، ولكنني وعيت لنفسي فها قد حان وقت الذهاب إلى العمل، لم يتسنى لي الوقت لأوضب الطعام فقد كنت على عجلة من أمري، مسكت يدي جواد وغادرنا على الفور، ركبنا أول سيارة أجرى صادفناها، وبقي طوال الوقت يمسك يدي ويقبلها بين الحين والآخر.

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد قصص عربية
عرض المشروع 

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - عرض المشروع 

كل شيء يسير على ما يرام، والوقت لصالحي، والآن حان دوري بالدخول الى مكتب المدير لأريه مشروعي ولكن طلبت من جواد أن يبقى في الخارج لربما استاء المدير من إحضاره معي أثناء العمل الجاد، ثم دخلت و فوجئت بوجود بعض الوجوه الغريبة التي لم أتعرف على هوياتهم إلا من لغتهم الأجنبية ولكن تعاملت مع الموضوع بحذر وبدأت

بعرض المشروع كله باللغة العربية وشرحت أدق التفاصيل، أعجب المدير بمشروعي وطلب مني أن أشرحه بنفس الطريقة ولكن باللغة الأجنبية للحاضرين الأجانب، شربت القليل من الماء فقد جف حلقي، ثم بدأت بشرح المشروع باللغة الأجنبية كما طلب مني المدير بالفعل، شعرت

بارتياحهم الكبير لي وأنا أشرح المشروع ثم طلب مني المدير أن أخرج من مكتبه لإفساح المجال لبقية الزملاء الذين تقدموا لذات المشروع.

خرجت من مكتبه مبتسمة على أمل أنهم قد أعجبوا بمشروعي، تهللت أسارير جواد، ظن بأنني قد ربحت المشروع فأسرع إلي يبارك لي، فأخبرته بأني لم أحصل على نتيجة بعد، ليعرض جميع الزملاء مشاريعهم، فدعاني لشرب القهوة في المقهى الخاص بالشركة، نزلنا معا ونحن نتحدث عن ماهية المشروع وشرحته له ايضا ، أعجب به كثيرا وأصر عليّ بأن أعرضه على مديره أيضا إن لم يعجب

مديري وبقية الأعضاء فيه، ضحكت كثيراً على أفكار جواد الشيقة والملهمة : " - من أين أتيت بهذه الفكرة يا جواد ؟ "

-" ألم تعجبك "

-" بلى ولكني لا أستطيع ترك هذه الشركة، فقد حصلت على درجات مهمة وهناك ترقيات قادمة ، ثم ان الخروج منها الآن كالعودة الى نقطة الصفر  " 

-"أفهمك ولكن مشروعك هذا يعود بفائدة كبيرة الى الشركة و يدر المال بشكل لا يوصف وبالطبع ستكون لكي حصة كبيرة منها "

-" آمل ذلك " 

على الرغم من مذاق القهوة المر إلا أنه كان يحلو لوجود جواد معي، هل سيضفي الحلاوة على حياتي بأكملها على هذا النحو، أصبحت أغدقه حبا ونظراتي له على غير المعتاد مفعمة بالحب والاشتياق.

قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد - النتيجة المنتظرة 

عفوت عن نفسي ، تصالحت مع ذاتي ، بعد اليوم لا ينبغي علي أن أحزن ولا أن أشكو من مرارة الفقد والهجر، ودعت تفاصيلي القديمة في أزقة إحدى تلك غرف الذاكرة الموصدة بأقفال حديدية، وسرحت بخيالي في عينيّ جواد البنيتين، حتى همست إحدى صديقاتي في أذني :" روان ، المدير في انتظارك " 

-" حالا، هيا يا جواد المدير أرسل في طلبي " 

-" لعله خير " 

نهضنا بسرعة وبقية أكواب القهوة وحيدة بانتظارنا، لبيت نداء المدير بكل سرور، وما ان هممت بدخول مكتبه حتى سمعت هتافه الحار وتصفيقه نجحتي يا روان مبارك لك ،

سمع جواد كلامه فركض نحوي والدموع في عينيه وكأنه هو من فاز بالمشروع :" فعلتها يا روان،  فعلتها ، أحسنتي صنعا ، يا فتاتي "

لم أحسن اختيار كلماتي في حينها ولكني ضممته إلى قلبي لعلني أشكر دعمه لي على هذا النحو.

ثم بدأ المدير بعرض مشروعي على زملائي الحاضرين وأخبرني بأنه علي أن أجهز نفسي لأسافر بعد ١٠ أيام إلى أمريكا لأتولى منصب جديد في إحدى فروع الشركة هناك وأبدأ بتنفيذ المشروع.

شاهد فيديو اللغة التي تتحدث بها روحي وروحك 

نظرت إلى جواد ، كانت نظراتي له توحي بأنني بأمس الحاجة إليه ليقف معي في رحلتي هذه ولكنه شد على يدي وقال :" لا تقلقي سأسافر معك "

شعرت وقتها براحة كبيرة، من أعظم التضحيات في عالم الحب أن تترك كل الأشياء لأجل من تحب ولأجل سعادته، أن تتخلى عن تفاصيل حياتك وتحيا لأجل حبيبك فقط، لم تسعني الأرض فرحا ، ربما علي أن أحلق في السماء كطائر يزغرد حبا وفرحا ، ليخبر أهل الأرض جميعهم، أنه قد صبر على مشقة الحياة ولكن الفرج كان مبهرا لأبعد حد.

يتبع ..

اقرأ ايضا قصة بيننا حكاية لم تنتهي بعد جزء ٨


بقلم الأنامل اللبنانية:

" ندى خلف "

4 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم