![]() |
الاحترام والابتذال |
الفرق بين الإحترام والإبتذال فاصلة
فلنسهب أولا في سجية الإحترام وما تكنه صفحات تلك الصفة من مبادئ إنسانية سامية وخصال بشرية رفيعة.
الكلمة في مكانها
فاختيار الكلمة وانتقاء اللفظ المناسب مع الشخص المناسب مرتبط بنضوج الشخص لغوياً واجتماعياً. فكون الفرد يمازح صديقه هذا لا يعني أن يمازح بذات الألفاظ رجلاً مسنا على قارعة الطريق!
فلكل مقام مقال كما يقال.
فأسلوب تخاطبك مع أستاذك ليس ذاته الذي تخاطب به زميلك مثلا، وأسلوب حديثك مع أخيك أو صاحبك أو ابن جاركم ليس هو الذي تتحدث به مع أمك وأبيك.
وعلينا أن نتحسس في حديثنا أوجاع الناس فإن أردت أن أمازحك بلوي ذراعك مثلاً، فلن يكون الأمر سهلاً على الإطلاق إن كانت ذراعك مكسورة!
فلا تتحدث عن العضلات والصحة والرياضة أمام المشلول، ولا تتغزل بجمال العيون بحضور الأعور، ولا تهيم في مدح لون البشرة ونعومتها على مسامع الأبرص والمجذوم والمحروق!
وإنه لمن إكتمال النضج أن أحاكي بلساني قلوب الناس، ومن تمام الحكمة ترك الجدال العقيم الذي ينتهي طرفاه بطاقة مستنفذة، ومشاعر جريحة بجروح محروثة لا تداوى بالتقادم ..
الاحترام والابتذال وأحسب أن كل متأفف مقصر
فخدمتك لأمك واجب، ومساعدتك لجارتك العجوز واجب، ومساعدة أبيك عليك واجب ،وكل تقصير في الواجب تجده عند كل متأفف كذاب!
فإن كان عملك بكثرته أو قلته واجب فعلام التأفف!
إنما أجد التأفف صنف خفي من صنوف المن المؤذي ،ولا يوجد شخص يجيد مهارة الإحترام يقع في شراك المن.
- وبين الإحترام والإبتذال فاصلة خفية لا يراها إلا الناضجين.
فكثرة المدح لمن كان الغرور صفة ملازمة له إبتذال، وكثرة المجاملات لمن يملك المال إبتذال، وكثرة التملق لمن يملك في يده عصمة راتبك إبتذال.
وأنا هنا لست في صدد منعك من تحسين ألفاظك وانتقائها معهم؛ إنما البغيض هو مازاد عن حد الطبيعة وكثر عن مقدار الإستحقاق!
![]() |
بين الاحترام والابتذال |
علينا فقط أن نؤمن أن أرواحنا وأرزاقنا ومصائرنا في قبضة الرحمن، وأن قوته وقدرته ورحمته وإرادته نافذة شاء من شاء وأبى من أبى!
الاحترام والابتذال - فلماذا الإبتذال ؟
إن الذي خلق لك وجها وكرمه بكرامة سجدت لها الملائكة ، لم يخلقه لتريق ماءه على عتبات مطامعك وعلى طرقات غاياتك!
بل لترتقي إلى ذلك المستوى الذي خلقك لأجله.
فلا تسجد إلا لمن أكرمك ولا تذل إلا له، ولا تلين بالقول حتى الخضوع إلا تحت عرشه.
اقرأ ايضا مقال الانجازات بين المنطق والفلسفة
وكما أورد الحكماء السابقون في سالف حكمتهم أن الطمع يؤدي إلى الذل، فعلام الإبتذال والإنسلاخ من الهوية وارتداء كل ذلك الزيف ، بل ان البعض قد يتعود على الإبتذال حتى يعرفه كل من حوله، ولا يعود هو يتعرف على نفسه!
اقرأ أيضًا :"الاستقلال المالي مفهومه وأهميته وأثره على حياة الفرد والجماعات".
تلك هي الفاصلة الصغيرة الخفية التي تفصل بين الإثنين ، يراها أولو الألبة واضحة وتخفى على الكثير.
وما تخفى إلا على من سبقت رغباته مبادءه.
بقلم الأنامل اليمنية :
"زبيدة شعب"
الاحترام واجب مقدس 👌
ردحذفمقالك مهم الاحترام هو أساس كل علاقة
ردحذفاشكرك
ردحذفكلام رائع وموضوع اروع
ردحذف