 |
| داء الوقاحة |
خاطرة داء الوقاحة
أتيتك اليوم عزيزتي حواء بمشرط حاد لأشق به عن قلبك، وأكشف عن وجعك وأخبرك بما يؤرق جفنك ويقض مضجعك!!
عزيزتي.. هل صادفتك يوماً من الأيام من تسكتك وتدقق في معلوماتك وتصحح لك أخطاءك!
فإن قلتِ أن كوب القهوة يأخذ ملعقة من السكر ،قالت: بل ملعقة إلا ثلث!
وإن قلت الساعة العاشرة ،قالت: وعشر دقائق!!
وإن قلت فلان من جيلي، قالت: بل بينكما عامان!!
وإن قلت صفحة بيضاء ،قالت: عليها خطوط حمراء خفيفة!!
خاطرة داء الوقاحة - هل صادفت
تلك الشخصية التي تدخل معك في كل مجلس بإتجاه مضاد، تنوي نسفك وحرف مسار الأنظار في محاولة يائسة، كمن يحاول حجب الشمس بغرباله المثقوب!
عزيزتي حواء هل صادفتِ شخصية تفكر طوال الليل لتحصل على كلمة تؤذيك بها، فإن لم يجمعها بك المكان أرسلتها لكِ مع زاجلة المجالس!!
هل صادفتِ يوماً شخصية تبحث عن أخبارك ،لتجعل منها حديثاً شيقاً تجذب به آذان الفضوليات في أركان الغرف المزدحمة!!
هل صادفتِ يوماً ما تلك التي ترمي بالكلمة القبيحة رافعة رأسها متقمصةً ثوب الحمل الوديع الذي لا يكذب!!
وربما صادفتِ تلك التي تنتعش في أمواج أدبك الساكنة لتبحر بسفينة وقاحتها المثقوبة !!
خاطرة داء الوقاحة - عزيزتي حواء
صدقيني أنه لا يكاد تكون شخصية ناجحة، أو مترفعة عن أذى الآخرين إلا وواجهتها شخصية من هذا النوع!!
بل ستصدمين إن قلت لكِ عزيزتي أنك إن كنت متألقة أو ناجحة في مجتمعكِ ،فاعلمي أنك مستهدفة بشكل مباشر من هذا الصنف من الناس.
سيناقشن حياتك بتمعن واهتمام، وسيشرحنك شرحا غيبيا مفصلاً!!
وسيمنحن لكل إنجاز تم بأناملك سعياً وكفاحاً ،عقدة سحر أو بريق الحظ الوافر!!
فمن المؤكد يا حوائي أن شهادتك تلك اشتراها زوجك الغني؛ وذكاءك جاء من استرخائك طوال اليوم بلا عمل؛ ونظافة بيتك من صنع مردة الجن وجواري العفاريت!!
سيرمونك بالتكبر والغرور والقطيعة والقسوة وأنتِ تشقين ذلك الدرب الصعب، فإن عجزوا عن صنع هزيمة فيك مؤلمة لقلبك مرضية لغرورهم، خاضوا في عرضك!!
وتلك هي أقرب المناطق التي لا يصل أقزام الأخلاق إلا إليها !!
 |
| داء الوقاحة |
حوائي.. أستمع جيدا لأنين قلبك الخفي، وتعجبك وحيرتك في ذلك الأمر.
فالهجمة شرسة والغزو عاتي والجيش كبير يقتحمون زوايا سكينتك!!
خاطرة داء الوقاحة - داء لا علاج له
فمثلك مفرد وأمثالهم جماعات مدججة بألسن أحد من ذي الفقار صارمة، لكنك في مأمن؛ ستظلين في مأمنك من تفاهاتهم مادمت تكبرين يوماً بعد يوم، ستبقى رايتك السليمانية هي العليا أمام جيش النمل وإن كثر.
إستمري في الترفع والتواضع والإنجاز حتى الوصول إلى مكان تعجز كلماتهم الجارحة من الوصول إليكِ...حينها سيبرأ الوجع، وتتلاشى الحيرة وينسى قلبك الصادق ما لقي منهم.
عزيزتي.. الوقاحة داء لا علاج له غير فراق أهله أوالمرور بهم مرور الكرام.
اقرأ ايضا خاطرة الأقنعة المزيفة خواطر اجتماعية
وأهديك حوائي همسة همستها أمي في أذني ذات مرة :
قالتها مختصرة بلهجتها الطيبة اليمنية :
"زيدي عليهن بالمعيجهة "
وفي خضم هذه الجملة الريفية اللطيفة حكمة فحواها :
"الترفع عن الأذى يؤذي المؤذين".
بقلم الانامل اليمنية:
"زبيدة شعب"
كم نحن محظوظات بوجود كاتبة مثلك معنا استمري يا مبدعة
ردحذفكالعدة زبيدة متألقة
ردحذفعفوا أقصد كالعادة
حذفجزيل، الشكر لكن
ردحذف