الألكسيثميا وإرشادات عملية للتخفيف منها


ألكسيثميا


الألكسيثميا - نقص قدرة التعبير عن المشاعر  

تلعب المشاعر دورًا هامًا فى حياة الإنسان ، فهى تؤثر فى سلوكه وفكره وفى قدرته على فهم ومعالجة المعلومات وعلى تعلمه ، فبدونها تصبح حياة الإنسان كالصخرة الصماء

 فهى من تعطى للحياة معنىً ورونقًا ، وعبرها يطل الفرد على ذاته ليعرف من هو ، فالمشاعر هى الهوية التى تميز بين إنسان وآخر .

 وتؤدي المشاعر وظيفة حيوية فى حياة الإنسان ،فهى تجعله يدرك الأشياء المهمة فى حياته وخاصة عند إقدامه على اتخاذ قرارات هامة ، إضافة إلى كونها تخلق حالة من 

التواصل الفعال بين الأفراد وبعضهم البعض ، فكل المشاعر لها أهميتها وقيمتها فى الحياة وبدونها تصبح الحياة كنهر راكد ، فالمشاعر الخرساء تخلق حالة من الملل والتباعد ، وإذا تجاوزت عن الحد أدت إلى المرض .

ماهي الألكسيثيميا 

 إلا أنه فى بعض الأحيان قد يفتقر الفرد إلى كلمات مناسبة تعبر عن مشاعره وتصفها ، فضلا عن معاناته من صعوبة 

التمييز بين المشاعر والأحاسيس الجسمية المختلفة وتحديدها ، مع قصور فى عملية التخيل وندرة الأحلام وإن وجدت فهى بلا مضمون .

وتعرف هذه الحالة فى علم النفس والطب النفسى بالألكسيثميا أو نقص/عجز كلمات التعبير عن المشاعر أو البلادة العاطفية أو التكتم العاطفى أو الأمية الوجدانية .

إرشادات عامة لتخفيف الألكسيثميا لدى الأطفال 

هناك مجموعة من النقاط التى تساعد الوالدين على مساعدة الطفل فى التعبير عن مشاعره وهى :

- الحرص على إشراك الطفل فى العديد من الأنشطة التى تتيح له الفرصة لمشاركة الآخرين مشاعرهم مثل : زيارة ملجأ للأيتام والتحدث إليهم، أو مواساة صديق فقد أحد 

والديه، مع الحرص على تبسيط الأمور للطفل فى أن عدم مشاركة الآخرين مشاعرهم يجعله سلبيا، وقد تؤدى تلك السلبية إلى مزيدا من معاناتهم وآلامهم .

- الطريق الوحيد لجعل طفلك يشعر بالآخرين ويتعاطف معهم هو أن تكون أنت ( الوالد/ الوالدة ) لطيفا رحيما مع طفلك، وذلك من خلال ملاطفته والتبسم فى وجهه والحنو

عليه ، وفى تلك اللحظة يصبح الطريق ممهدا للدخول إلى قلبه وعقله لغرس القيم والمبادئ والمفاهيم والأفكار فيها .

- الحرص على سؤال الطفل باستمرار عما يشعر به وتشجيعه على التعبير عنه ، كذلك عن مشاعره تجاه الآخرين ومناقشته فيها . 

إرشادات عامة لمساعدة الراشدين فى التخفيف من حدة الألكسيثميا

 تعلم أن تتقبل مشاعرك وتذكر أنه من حقك كإنسان أن يكون لديك مشاعر تجاه الأشياء. 

حدث نفسك بأن تعبيرك عن عواطفك ومشاعرك لا يجعلك ضعيفا أو أحمقا ،واستمع للطريقة التى يعبر بها الآخرون أو من تحبهم عن مشاعرهم، واتخذ من كلماتهم نموذجا لك، وحاول أن تحاكى هذا النموذج عندما تشعر بشعور قوى تجاه شيء ما .


ألكسيثميا عند الأطفال بحسب علم النفس
ألكسيثميا عند الأطفال 


 ليس من الضرورى أن يكون الموقف الوجدانى قويا جدا ومؤثرا جدا لدرجة البكاء مثلا . حاول التعبير عن مشاعرك 

فى مواقف صغيرة وعادية بجمل بسيطة مثل: أنا أشعر بإحباط أو خيبة أمل الآن، أو أنا أشعر بالفرح والسعادة لتحقيق هدف معين .

جرب شرح شعورك فسيولوجيا ، بمعنى أنه لو ضاعت منك الكلمات أو لم تعرف ماذا تقول ؟ تحدث عن تأثير الموقف الوجدانى عليك جسديا. 

فمثلا إذا مررت بحال فقدان عزيز تستطيع قول إن قلبك يخفق بسرعة كلما تذكرته ، أو تشعر بتقلص فى معدتك من شدة حزنك عليه، هذه الطريقة فى التعبير تكون بديلا عن كلمات " أنا حزين " أو أشعر باشتياق إلى من فقدته .

اقرأ ايضا مقال عن التفكير الزائد بحسب علم النفس

* إلجأ إلى طلب المساعدة والمشورة من الطبيب أو المختص إذا كان سبب المشكلة نفسيا أو جسديا ، فمعرفة سبب المرض قد يكون مدخلا للحل.

 فمثلا : ينغلق بعض من مرضى الأمراض المزمنة على أنفسهم ويبعدون عن الناس عاطفيا ، لأنهم يخافون التحدث عن الإحتمالات الواردة عن تطور مرضهم .

اقرأ أيضًا :"الكاموميل البابونج والصحة النفسية والجسمية". 

 كلما شعرت بأنك تزيح مشاعرك جانبا توقف، واسأل نفسك ما الذى تشعر به بالضبط ؟

 فكر مع نفسك فى الأسباب التى أدت إلى التباعد العاطفى بينك وبين الآخرين.


بقلم الأنامل المصرية:

"د. فاطمة خشبة"

5 تعليقات

رأيك يهمنا

  1. اعزائي القراء بإمكانكم طلب الموضوع الذي تريدونه مباشرة من الدكتورة فاطمة خشبة( علم النفس) .. اكتبوا موضوعكم ورغبتكم في التعليقات وسترد بأقرب وقت

    ردحذف
  2. صحيح في مواقف معينة تخونني الكلمات أحياناً

    ردحذف
  3. بالتوفيق والنجاح دائما باذن الله تعالى

    ردحذف
  4. الله ينور كلام جميل

    ردحذف
أحدث أقدم