![]() |
ولادة بنت المستكفي |
ولادة بنت المستكفي - الأميرة الأندلسية الشاعرة
_من الذاكرة _
لم يكن لولاَّدة بنت المستكفي خيارا آخر إلا أن تكون قوية متكبرة معتدة بنفسها حد الثمالة ،نعم فلقد كانت الظروف كلها مهيأة لتكون كذلك، بل لتكون أكثر من ذلك أميرة
أندلسية فاتنة لا يشق لها غبار، ويحسب لها ألف حساب ،وبين الجموع كانت دائما لها مكانة وهيبة من نوع خاص، تكتسيها النعومة واللطافة والأنوثة المعقودة بنواصيها القوة والسطوة .
من هي ولادة بنت المستكفي ؟
فقد كانت ابنة أحد ملوك بني أمية في الأندلس، إنه الخليفة الأموي المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي ،وأمها جارية أندلسية ذات بشرة بيضاء وشعر أصهب وعينين
زرقاوين، ومن هذا المنطلق فقد جمعت السلطة والجمال ،وهما عنصران مهمان إذا اجتمعا في الأنثى فلا يمكن بأي حال من الأحوال التحكم فيها ،أو على الأقل ترويضها.
وإضافة إلى هذا فقد جمعت الفصاحة والبلاغة، فهي شاعرة أديبة ،وذات حضور شهي بين جلسائها وندمائها في بيتها الذي اتخذت منه مكانا معدا ببراعة لتبادل الأحاديث والأخبار الثقافية والسياسية، فكان ناديها الأدبي آنذاك
المحطة المختارة لعديد الأدباء والشعراء كابن زيدون وابن حزم ،والسياسيين في ذلك الزمان مثل الوزير ابن عبدوس .
ولادة بنت المستكفي - الظروف المهيأة
في ناديها الأدبي ذاك كانت لياليه صاخبة، وفيها الإستمتاع على أعلى المستويات، أكل وشرب وأغاني وقيان ،وجواري خادمات مسليات في آن معا.
ولعل أبرز ما جعلها تشتهر وتبرع هو وضع الأندلس في ذلك الوقت، فقد كانت حاضرة الأدب والعلم والثقافة، وكل أنواع الفنون وخاصة الشعر والعمارة، فيها من كل شيء مثله وأكثر ،وبلغ التطور هناك منتهاه وتحكمت واستحكمت وتمكنت .
ولادة - بعض الأقاويل
التي قال فيها المؤرخ الأندلسي ابن بسام في كتابه( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ):
"ذات وجه لم تشرق الشمس على أجمل منه" أشعلت النار ،وحربا ضروسا بين الشاعر بن زيدون والوزير بن عبدوس ،وكانت بينهما تشد الحبل مرة لهذا وترخيه لآخر .ورغم أنها -كما قالت الروايات كانت تكن الحب لابن زيدون وهو كان متيما بها-
إلا أنها أثارت غيرته بأكثر من طريقة، وأفقدته صوابه حتى قال بيتا من الشعر كان هو القطرة التي أفاضت الكأس ،وأسدلت الستار على فصول رواية حبهما المثيرة، ويقال بأنهما لم يتقابلا بعدها أبدا ،و بقي كل واحد على العهد يلفه الكبرياء والعزة والأنفة.
اقرأ ايضا مقال عن ام كلثوم حياتها ومشوارها
أحببت الحديث عن ولادة
كونها أنثى اتسمت بصفات عديدة، أهَّلتها لتكون رائدة فاعلة في مجتمعها آنذاك ،ومهما كانت أفعالها الماجنة مخلدة في أبيات شعر لها، حيث تقول:
أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي من يشتهيها.
اقرأ أيضا قصة قالت الأنثى للرجل
إلا أن هذا ليس هو موضوعنا، وإنما الموضوع الرئيسي هو الإحتفاء بالأنثى في أبهى صورها، صورة القوة والسيطرة.
وفي الحقيقة فإن أي أنثى لن يكون رداؤها الجميل فتانا إلا إذا كان مطرزا بالعفة، منقوشا عليه ألوان وزخاريف الأخلاق والحكمة.
بقلم الأنامل الجزائرية :
"عايدة عمار فرحات"
مفيد👍
ردحذفاول مرة اقرا عنها
ردحذفمن صغري وانا احب اشعار ابن خلدون في ولادة وعشقه لها . احسنت يا مبدعة
ردحذف