قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة جزء ١٥ - أنامل عربية

الحياة مد وجزر في حياة نوال والرجل البائس لكن الأهم هو أن إكتشاف ذواتهم وتعبير عنها لها دور مبهر في تغير نظرتهما لأنفسهم.

قصة قل لي كيف أنجو منك قصص عربية
قصة قل لي كيف أنجو منك 


قصة قل لي كيف أنجو منك _ اللقاء يتجدد

د. عمر: كيف حال رجلنا البائس؟

الرجل البائس : بخير ففكرة أن أتقيأ ما بداخلي راقتني كثيرا.

د. عمر : هذا جيد جدا هل نعدها خطوة تقدم؟ 

الرجل البائس : أعتقد أنني لم أصل بعد لازال هناك ما يعبث بداخلي.

د. عمر: لك ذلك يا عزيزي أنت مازلت في مرحلة الاستفراغ وهذا من حقك.

الرجل البائس : لدي سؤال يحيرني ؟

د. عمر : ماهو؟

الرجل البائس : كيف لعضلة بحجم اليد تحمل كل هذا العبء أليس هذا منافٍ للمنطق؟

د. عمر : تقصد القلب ؟

الرجل البائس : بل أقصد المقبرة، ففي باطنها يوجد ذكريات مدفونة لا هي تموت للأبد ولاهي تعيش للأبد.

د. عمر : للقلب ذاكرة أيضا يا عزيزي وكذلك له مخزون عظيم، بعض المشاعر إن لم يتم التعبير عنها في وقتها تخرج يوما ما بطريقة بشعة بدون موعد أو حتى إنذار لذا ينصح بعدم كبت المشاعر لأن هذا يضر بالقلب والعقل والصحة النفسية والبدنية.

الرجل البائس : وماذا إن كنت تعيش مع أشخاص لا يفقهون لغة المشاعر أليس هذا حصار؟

د. عمر: لعنة كبيرة أن تتقاسم العيش مع أشخاص لا يعرفون التعبير عن مشاعرهم يعرفون فقط لغة الكبت.

الرجل البائس : هل أمي كانت جيدة في كبت مشاعرها؟

د. عمر : لا أعلم أنا لم أرَ والدتك، أنت أدرى بها.

الرجل البائس : أحيانا يراودني سؤال عن أمي: هل كانت لها فرصة من إنقاذي من ذلك المأزق واختارت الإنصياع للخوف؟

د. عمر: قدرك عشته يا سيدي بمره وحلوه وبكل لحظاته بعض الأسئلة قد يجيبك عنها القدر وأخرى تبقى في الغيبيات أي في علم الله، لذا أنصحك أن تركز على هذه اللحظة وأن تتعلم مما سبق ؛ لتدخل لمستقبلك بروح 

جديدة، أمك أحبتك بطريقتها وبفهمها للحياة لا يمكنك أن تحكم عليها وأنت لم تعش قصتها من الظلم أن نحكم على الآخرين ونحن لم نعايش ما عاشوه.

الرجل البائس : كلامك جميل لكن أنا أرهقتني تلك الأسئلة التي لاتنتهي التفكير المفرط ينهشني من الداخل.

د. عمر : لطالما أنك بين يدي الله لا تخف، لطالما أن الله هو متكفل لا تجزع فرب الخير لا يأتي إلا بالخير، بعض الشرور يكون في باطنها خير عظيم وبعض المنع يكون هو عين العطاء فقط ارتمِ بين يدي الله وستنجو.

سأتركك الآن عدني أن تصلي وتتحدث مع الله أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله حالك. 

الرجل البائس : حسنا لقد ابتعدت عن الله كثيرا أظن أن الوقت حان لأعود لله عزوجل هل لي بطلب أريد سجادة ومصحف إن كان مسموحا. 

د عمر : هذا من دواعي سروري. 

اقرأ ايضا قصة زائر في منتصف الليل 


قصة قل لي كيف أنجو منك قصص قصيرة
العودة 


قصة قل لي كيف أنجو منك _ العودة  

توضأ الرجل البائس وصلى ركعتان لله ودعى ربه بالمغفرة وبقبول عودته وبعدها ذهب لمذكرته وكتب العنوان "عدت إليك يا الله بعد غياب طويل" تأمل العنوان وأجهش بالبكاء. 

أعتذر كثيرا يا الله فقد كنت عبدا بعيدا بعيدا جدا، لم أسجد لك كثيرا ولم أفر إليك كنت أفر للبحر، للكتب، ،للبودكاست ،للموسيقى، للمقاهي، لم تسعني تلك الأماكن أبدا، كنت دائما أشعر بالفراغ يملأ جوفي ونسيت أن ملجئي الآمن والوحيد الذي يقبلني كما أنا بضعفي وانكساراتي

 وأحزاني وإكتئابي ولا يحاسبني ولا يقايضني وهو أنت الواحد الأحد.

أريد أن تساعدني يا الله أن أخرج من ورطتي أن تفرج همي وكربتي وتنقذني من نفسي وشرها ومن غضبي وشره أنا بائس ويائس وحتما سوف تعيد لي وهجي وسعادتي وستعيدني لنفسي فعندك لا تضيع الودائع أنا تهت عن الطريق المستقيم فردني إليك ردا جميلا يا الله. 

قصة قل لي كيف أنجو منك - العودة بعد غياب 

مر وقت لم تكتب نوال عما في داخلها فهي عندما تشعر بثقل كبير في صدرها أو عندما تشعر بالقلق أو الخوف تركض مسرعة إلى مذكرتها للكتابة، لتفرغ جوفها ولتنعم بالارتياح لكن هذه المرة لم تكن خائفة أو قلقة بل كانت 

تحتاج للكتابة فقط لتتحدث بصوت مرتفع، لتسمع صوتها الداخلي، أحيانا يحتاج الفرد أن يتفرد بنفسه ويصاحبها كما يصاحب الآخرين ويجد ملاذا معها. 


قصة قل لي كيف أنجو منك للكاتبة نجوى المهندس
هذه أنا 


قصة قل لي كيف أنجو منك - رسالة إلى نفسي 

هذه أنا 

أنا هي تلك الطفلة التي تم اغتيال طفولتها، أنا هي تلك الفتاة التي لم تعرف شعور الدلال، لقد اصطدمت كثيرا بالرفض، عشت في خوف دائم من أن يتركني أحدهم في نهاية الطريق أو حتى في منتصفه، لم أكن أبالي بنفسي أبداََ، دائما أهرع للعطاء وللمساعدة والتضحية ليس لأنني 

أريد ذلك بل لأنني أخاف من يتم التخلي عني، كبرت وأنا دائما في ترقب لم أعش حاضري دائما أفكر في متاهة الماضي وأنشغل كيف سيكون مستقبلي انشغلت عن نفسي كثيرا حتى أنني أصبحت لا أدرك من أكون لكن ويشاء القدر أن يواجهني مع نفسي بأشد الطرق فتكا لقد عافاني مما 

كنت أرتعب منه، تواجهت مع طفلتي الغاضبة والتي لم يتم إرضائها يوما، تواجهت مع فتاتي القاسية التي تم تهميشها، تواجهت مع الفقد، فقد فقدت العاطفة والأشخاص والأشياء وكل ما أحب، لذا كان هذا جيد جدا بالنسبة لي لقد تواجهت مع مخاوفي وعلمت أن هذا الأمر ليس مرعب كما كنت أظن

لم أمت بل بالعكس اكتسبت منه الكثير خرجت من منطقتي وتوسعت دائرة إدراكي وتعرفت على نفسي من جديد ووجدت أنني شخص رائع لأنني تحملت أشياء فوق طاقتي وأنني شخص عظيم لأنني أبحث عن جودة الحياة بعيدا عن التنشئة الهشة التي مررت بها، وأن الرفض لا يعني أنني شخصية منبوذة أو أنني غير محبوبة بل يعني أن الطرف 

الآخر لم يكن يستحقني وأنا لم أكن أستحقة ، تعلمت كيف أغوص في ذاتي وأدخل دهاليسها وأرفق بها وأحتويها وأرحمها تعلمت أن أحاسيسي الجسدية مهمة فهي إنذار مهم لصحتي النفسية تعلمت أن أهتم بجودة أفكاري فهي 

سلاح ذو حدين إما أن ترفعني أو تسقطني في القعر وكذلك مشاعري مهمة وعلي تقبلها والتعبير عنها بحرية من خلال القراءة والرسم والتلوين الألم الذي نشاركه مع الآخرين يعطينا إنطباع بالقبول وهذا جيد تعلمت أن أراقب أفعالي فهي جزء مني مفقود في أحشائي يجب أن أتعامل معها 

كطفل لأعرف كيف أواجهها وكذلك التفكير جيد جدا فهو أساس كل ما أمر به بالمختصر المفيد تعلمت من تجاربي القاسية أنني بحاجة ماسة للتعبير عن ذاتي ومصاحبتها وأن الآخرين هم مرآة التي تظهر العقد التي بداخلي فدورهم 

جيد ومفيد رغم قساوة المشهد لكنه جميل ومعبر، في الحقيقة أنا فخورة بتجاربي مع نفسي فلولاها لما كتبت اليوم لنفسي بهذه الجرأة. 

يتبع...

اقرأ ايضا قصة قل لي كيف أنجو منك جزء ١٦


بقلم الأنامل المغربية:

"نجوى المهندس" 

رأيك يهمنا

أحدث أقدم