![]() |
شهر رمضان |
خاطرة عن رمضان ودفء العائلة
يهلّ علينا رمضان كزائر كريم، يحمل معه البركة والطمأنينة، ويجمع بين الأرواح كما تجمع خيوط الفجر بين الليل والنهار. في هذا الشهر، تعود العائلة لتجلس حول مائدة واحدة، قلوبها متقاربة كما لم تكن من قبل، تتبادل الضحكات والدعوات، وتنتظر لحظة الإفطار بشغف لا يشبهه شيء.
في زوايا البيت، تتعالى أصوات الأذكار والصلوات، فيمتلئ المكان بسكينة لا توصف، وكأن كل شيء يردد بصمت: "شهر رمضان، شهر الطمأنينة".
اقرأ ايضا مقال عن جلسة الشعبانية في اليمن
في المساجد، تصطف الأقدام جنباً إلى جنب، والألسنة تلهج بالدعاء، والقلوب تخشع في ركعات النوافل، حيث يجد كل مؤمن ملاذه الروحي وسكينته العميقة.
إنّه شهر تتجدد فيه الأرواح، وتهذب النفوس، وتصفو القلوب، حيث تسري بركات الصلاة والصيام كنسيم الفجر، فتغسل الهموم وتروي العطش الروحي.
أما في المطبخ، فتجتمع الأيدي لتحضير أطباق مميزة، تحمل نكهة الذكريات وعبق التقاليد، فتلك الحلوى التي تصنعها الجدة، وذاك الطبق الذي لا يكتمل رمضان بدونه، كلها طقوس ننتظرها بشغف، فهي ليست مجرد طعام، بل رسائل حب ودفء تنبعث من الأيدي إلى القلوب.
![]() |
إعداد الأطباق |
خاطرة عن رمضان ودفء العائلة - روحانية رمضان
رمضان ليس مجرد شهر يمرّ، بل هو رحلة روحانية، هو بابٌ من أبواب الرحمة، وموسم للعتق من النار، وساحة لسباق الطاعات.
فيه تتضاعف الحسنات، وتغفر السيئات، وترتفع الأرواح نحو مراتب الإيمان، فيغدو القلب أكثر قرباً لله، وأكثر امتناناً لكل نعمة صغيرة كانت أو كبيرة. في كل سجدة تُسكب دمعة خشوع، وفي كل دعوة يرتفع الأمل، وفي كل تسبيحة ترفرف الروح خفيفة نقية.
تُعيد ترتيب الفوضى داخلنا، وتمنحنا فرصة أخرى لنكون أقرب إلى الله، وأقرب إلى من نحب.
![]() |
عبادة |
رمضان هو الفرصة التي يمنحها الله لنا كي نبدأ من جديد، فهنيئاً لمن أدركه بقلبٍ واعٍ، ونفسٍ تائبة، وروحٍ تشتاق إلى النور.
خاطرة عن رمضان ودفء العائلة - حين تزهر الروح بالنور
يأتي رمضان كنسيم الفجر، يلامس القلوب المتعبة، فيحييها بنور الطاعات. هو الشهر الذي تلتقي فيه الأرواح على مائدة الإيمان، فتسمو النفوس، وتخشع القلوب، وتتناثر البركات في كل زاوية من حياتنا.
إنه الشهر الذي تُمحى فيه الذنوب، وتُكتب فيه صفحات جديدة، حيث تغدو الحياة أكثر إشراقًا، والروح أكثر طمأنينة.
في رمضان، للمساجد روح مختلفة، تزدهر بأصوات التراويح، وتنبض بالدعاء الذي يلامس السماء.
هناك، تحت ضوء القمر، تنحني الجباه في سجودٍ طويل، وتنساب الدموع في لحظات صفاء، وكأن القلب وجد طريقه أخيراً إلى الطمأنينة. كل سجدة هي رجاء، وكل دعوة هي باب يُطرق، وكل تسبيحة تحمل معها نوراً يضيء الطريق إلى الله.
وفي البيوت، تجتمع العائلة كما لم تفعل من قبل، يسبق الإفطار دعوات صادقة، وتتعالى الضحكات بين أكواب التمر وأطباق الطيبين. ليس الطعام وحده ما يروي الجوع، بل دفء اللقاء، ولمّة الأحبة، والإحساس بأن هذا الشهر يحمل في طياته بركة تكفي لكل القلوب المتعطشة للمحبة والسلام.
![]() |
فرصة تجدد |
خاطرة عن رمضان ودفء العائلة - فرصة تجدد
في كل زاوية، هناك مشهد مميز؛ يد تُمسك بيد، وأب يُلقّن أبناءه أول دعواتهم، وأم تُرتّب المائدة بمحبة، وجدة تحكي قصصاً من رمضانات مضت، فيمتد الحنين عبر الأجيال.
وفي هدوء الليل، حين تسكن الأصوات وتخفت الأضواء، هناك أرواح تتوضأ بالنور، تقف بين يدي الله بقلوب خاشعة، وألسنة تلهج بالاستغفار، وأعين تترقب ليلة القدر، تلك الليلة التي تحمل معها أسرار الكون، وتفتح أبواب الرحمة لمن طرقها بقلب صادق.
رمضان ليس مجرد أيام تمضي، بل هو فرصة تتجدد، هو باب يفتح للرحمة، ونافذة تنساب منها أنوار المغفرة. في لياليه، تسكن السكينة في القلوب، وفي ساعاته، نعيد اكتشاف ذواتنا، فنعود أنقى، أقوى، وأقرب إلى الله.
هو الشهر الذي نخفف فيه من أعباء الدنيا، لنحلق بأرواحنا نحو السماء، حيث الطمأنينة التي لا مثيل لها.
رمضان لحظة تتوقف فيها الدنيا، لينصت القلب لصوت السماء.
👍👍👍👍
ردحذف