![]() |
تأمل |
خاطرة ما أسرني
استيقظت على أصوات و نغمات لها وقع شجي على قلبي لم تكن من ألحان آلة موسيقية أو تحمل لحن كبار المؤلفين.
إنها تحمل ذبذبات أذابت مشاعري و طافت في أرجاء نفسي ونزعت النوم من أجفاني كما تُنزع السيوف من أغمادها حين تحتدم المعارك.
لم تكن تلك الهمسات صدفة بل أُرسلت لي كهدية فتحت مسامعي لتلقي الراحة النفسية، كانت هبة من الله تعالى سِيقت لي بعد يوم مُهلك.
خاطرة ما أسرني - نفسي
أخذتُ نفساً عميقاً أرتشف نسمات ذلك الصباح الصافي العميق برائحته الزكية كأنه بحرٌ لا ينضب.
عبق الأشجار يصل الى أغوار نفسي ويحملها إلى أحلام لا نهاية لها، نزعت عن تموجات أفكاري كل كآبة ارتطمت بحائط نفسي، كنت أسمع صرخات إستغاثة من داخل أعماقي تتودد إلى ذلك المشهد الذي أذابني و صهر خلجات قلبي بأنغام ذلك الصوت المفعم بحيوية صباحية.
سألت الله أن يُديمها لي نعمة أتذكر فيها ما أغدق الله علينا من نعم، لم أتصور أن مجرد زقزقة العصافير ستترك داخل نفسي كل هذا الأثر العميق.
أيقنتُ أن سلسلة الصفاء الذهني تأتي مباغتة تتمواج فيها الأنغام الطبيعية و تتلاطم عبرها الهمسات ذات طابعٍ له عذوبة تُلقي في الأعماق راحة سرمدية، تتناسين خلالها كل مشقةٍ سطت على روحك الشقية.
![]() |
الحياة |
خاطرة ما أسرني - الحياة
رباه إنك الطف بنا من أن نعيش في حياة نُزعت منها أرواحنا التي كانت مثل الصبية تلك الروح التي كانت لا تكلُ ولا تمل مما زُرع حولها من أشواكٍ القتها في طريقنا بقصد الاذية وكانت تحمل طابع الايدي البشرية.
استمعتُ لتلك الألحان التي أسرت روحي بقيود حديدية، وكبلت قلبي باقفال لحنٍ طروبٍ له في قاع روح نفسي نغمات لم أجد لها تفسير في كل القواميس اللغوية.
بدأت اتذكر ما حولي وأهمس لها، ماذا لو كانت نهايات لم نحسب حسابا لها، اشياء أوجعتنا رغم انها ليست موجعة و امور أفجعتنا رغم انها غير مفجعة، تألمنا من آلام لم نكن نعلم انها مؤذية، توددنا لأناس امورها مزرية، تعففنا لأننا اشخاص لها طاقات مجُدية، كُنا نحلم باحلام لم نعلم أنها بحاجة لأُحجية، زعمنا أننا أصحاب حق لها حقوق مُفزِعة.
اقرأ ايضا خاطرة بارقة أمل خواطر تأملية
هل نحن حقاً نحملُ رسالاتٍ لمن حولنا ولها أشكالٌ متنوعة، فالمفروض و المرفوض و المقبول و المحظور والموعود والموجود.
خاطرة ما أسرني - السعادة
عُدتُ لاستقي من ذلك اللحن المفعم بأناقة الزمان و حسن المكان ، تلقيت رسالةً ذهبية تحمل ذبذبات وردية مع النسمات الصباحية أُغدقت علي بمنح إلهية. تعلمتُ وعلمت أن راحتي النفسية ليست مجرد رشة من زجاجة عطر
أُوروبية أو أن اضع حول معصمي أساور ذهبية أو أن اذهب في نزهة بسيارة فارهة لها نوافذ مطلية أو ارتشف فنجان قهوة في مطعم ذا نجوم مئوية، أو اتناول طعام يفتح الشهية، بل سعادتي أن أخلو بنفسي و اتفقد تلك الاعطال القوية التي ابعدت نفسي عن نفسي الثرية.
تلك النفس الفقيرة التي نظرت حولها تريد أن تجاري البشرية، لكنها صُدمت من الكهوف المَخْفية فتسللت بهدوء و اختارت الراحة السوية، عُدت استمتع بسماع المتعة التي امتعتني حتى رأيت خيوط الشمس الذهبية، مددت يدي إلى روحي أطلقها لتُحلق معي في كنف المنحة الربانية.
بقلم الأنامل اليمنية:
" أروى العريقي "