خاطرة ضجيج الأفكار خواطر تأملية - أنامل عربية

خاطرة ضجيج الأفكار - أنامل عربية
تأمل

خاطرة ضجيج الأفكار 

تراودنا أفكار رهيبة، تنهال على أدمغتنا فجأة، دون سابق إنذار، لا أود أن أبالغ في وصفي لها، لكننا قد نصل بها حدّ الجنون.
أتذكر كم من مرة استيقظت على غفلةٍ من نومك وبدأت تنهش دماغك تلك الأفكار التي لم تعرف من أين مصدرها، هل تساءلت يوما لماذا جاءتك وفي هذا الوقت بالتحديد.
أرأيت كم مرة شردت وصحبتك أفكارك إلى مكان كنت في غفلة عنه !
هذا الشرود ليس وهما بل حقيقة، لست غائبا بل حاضرا بكل قواك العقلية في مكان آخر اختارته لك أفكارك لتنقلك إلى حيث لا تدري كيف الوجهة ونهاية المصير.

ومع ذلك استمريت وخضت مع نفسك نزاعا بل وصراعا وأنت تبحث عن مخرج بسيط يخرجك من هذه المتاهة وثمة أشياء بالجملة تتمسك بك وتأسرك كما لو أنك سجين في زنزانة صنعها ذهنك.
في اللحظة التي كان عليك أن تركز فيها جيدا، فقدت تركيزك وعدت تبحث عن آخر كلمة سمعتها لتعيد تركيزك إلى ما كان عليه، وأحيانا قد تضطر أن تدفع الثمن باهظا لهذا الشرود المفاجئ بطرق عدة، أنت تعلمها وتفهم ما أقصده.

خاطرة ضجيج الأفكار للكاتبة ندى خلف
الأفكار 

خاطرة ضجيج الأفكار - الأزقة

تلك الأزقة في ذاكرتك ليست منتهية، بعضها مليء بأحداث الماضي البعيد وأخرى مكتظة بالحاضر الذي تعيشه وتتزاحم لتأخد كل واحدة مكانها المناسب، وهناك ممرات أخرى تمزقك إما من الشوق والحنين أو العصيان والأنين، لا تستغرب أنت تعصيها فعلا، لأنك لا تريد أن تنبش فيها وتئن روحك لما قد أقنعت نفسك فيه بأنه يزول، وخذها مني يا صديقي لم يزُل منها شيء، نحن فقط نضطر إلى أن نعصي كيلا نفتح ذاك الباب من الأنين، وتعود مآسي جمة تمزق وتنهش من روحنا لتخرج دفعة واحدة ويتلبد شعورنا حينها، فما الحيلة!

هل نستمر في التذكر، أم نغلق الباب بقوة وكل مجريات الواقع التي نلمسها تجبرنا على السماع لها والانصات.
هكذا نحن مع ذكرياتنا، هكذا نحن بين تلك الأزقة نتعثر ونتعثر ثم نقف مجددا ونضع حدا لطغيانها ونوهم أنفسنا أننا بخير وسنكون بخير، وما عشناه ليس الا وهماً، نحاول بقوة أن ننساه.

خاطرة ضجيج الأفكار - أنامل عربية ٢٠٢٥
ليس وهما 

خاطرة ضجيج الأفكار - الذكريات

وغالبا ما يراودك هذا السؤال : " هل من الطبيعي كثرة هذه الأفكار مع العلم أنها تأتي في أوقات غير مناسبة "
هنا بإمكاني أن أخبرك أن من البديهي قدومها في أي وقت،  وكثرتها تدفعها لتخرج، وقد تخرج الأخيرة قبل الأولى، هكذا هي دائما لا وقت لها ولا منبه، تفعل ما يحلو لها دون حسيب ورقيب، ولكن عليك أن تكون أقوى منها، وتتحكم بها كما يحلو لك أنت، لا كما يحلو لها. 



هذا حالنا ولأننا علمنا قيمة هذا الشيء لم نزرع في ذكريات أحدهم سوى بذور مثمرة، وسقيناها حنوّا. تركنا بصماتنا الرقيقة الناعمة لعلها تعود لنا بالخير يوما ولو تأخرت، أما تعتقد أن أكثر الأمور المدهشة تتأخر في القدوم، لطالما تيقنت من هذا ولن أتخلى عن هذه الفكرة التي أود أن أجعلها سيدةَ أفكاري.


بقلم الأنامل اللبنانية:
" ندى خلف "

1 تعليقات

رأيك يهمنا

أحدث أقدم